ومنها أن يصلح ذات البين بين المسلمين مهما وجد إليه سبيلا .
قال صلى الله عليه وسلم : ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة قالوا : بلى قال : إصلاح ذات البين وفساد ذات البين هي الحالقة .
وقال صلى الله عليه وسلم : أفضل الصدقة إصلاح ذات البين .
وعن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه أنس رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس إذ ضحك حتى بدت ثناياه فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله بأبي أنت وأمي ما الذي أضحك ؟ قال : رجلان من أمتي جثيا بين يدي رب العزة فقال أحدهما يا رب خذ لي مظلمتي من هذا ، فقال الله تعالى : رد على أخيك مظلمته .
فقال : يا رب لم يبق لي من حسناتي شيء ، فقال الله تعالى للطالب : كيف تصنع بأخيك ولم ؟ يبق له من حسناته شيء ، فقال : يا رب فليحمل عني من أوزاري .
ثم فاضت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبكاء فقال : إن ذلك ليوم عظيم يوم يحتاج الناس فيه إلى أن يحمل عنهم من أوزارهم قال فيقول الله تعالى أي للمتظلم ارفع بصرك فانظر في الجنان فقال : يا رب أرى مدائن من فضة وقصورا من ذهب مكللة باللؤلؤ ، لأي نبي هذا ؟ أو لأي صديق ؟ أو لأي شهيد قال ؟ الله تعالى : هذا لمن أعطى الثمن قال : يا رب ومن يملك ذلك ؟ قال : أنت تملكه ، قال : بماذا يا رب ؟ قال : بعفوك عن أخيك ، قال : يا رب قد عفوت عنه ، فيقول الله تعالى : خذ بيد أخيك فأدخله الجنة .
ثم قال صلى الله عليه وسلم : اتقوا وأصلحوا ذات بينكم ؛ فإن الله تعالى يصلح بين المؤمنين يوم القيامة .
وقد قال صلى الله عليه وسلم : ليس بكذاب من أصلح بين اثنين فقال خيرا .
وهذا يدل على وجوب الإصلاح بين الناس ؛ لأن ترك الكذب واجب ، ولا يسقط الواجب إلا بواجب آكد منه قال صلى الله عليه وسلم : كل الكذب مكتوب إلا أن يكذب الرجل في الحرب .
فإن الحرب خدعة أو يكذب بين اثنين فيصلح بينهما أو يكذب لامرأته ليرضيها .


