الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقال أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى المؤمنان فتصافحا قسمت بينهما سبعون مغفرة تسعة وستون لأحسنهما بشرا .

وقال عمر رضي الله عنه : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إذا التقى المسلمان وسلم كل واحد منهما على صاحبه وتصافحا نزلت بينهما مائة رحمة للبادئ تسعون وللمصافح عشرة .

وقال الحسن المصافحة تزيد في الود .

وقال أبو هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : تمام تحياتكم المصافحة .

وقال صلى الله عليه وسلم : قبلة المسلم أخاه المصافحة .

التالي السابق


(وقال أنس) -رضي الله عنه- (إذا التقى المؤمنان فتصافحا) أي: وضع كل منهما يده في صاحبه (قسمت بينهما سبعون رحمة) وفي نسخة: مغفرة (تسعة وستون منها لأحسنهما بشرا) بكسر الموحدة وسكون الشين المعجمة، قال العراقي: رواه الخرائطي بسند ضعيف، وللطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة "مائة رحمة تسعة وتسعون لأبشهما وأطلقهما وأبرهما وأحسنهما مساءلة بأخيه" وفيه الحسن بن كثير بن يحيى ابن أبي كثير مجهول. اهـ .

قلت: لفظ الذهبي في ديوان الضعفاء بخطه الحسن بن كثير عن يحيى بن أبي كثير مجهول، وعنه علي بن حرب الطائي.

(وقال عمر) بن الخطاب (رضي الله عنه: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إذا التقى المسلمان فسلم كل منهما على صاحبه وتصافحا نزلت بينهما مائة رحمة للبادئ) بالسلام والمصافحة (تسعون وللمصافح) بفتح الفاء (عشرة) .

قال العراقي: رواه البزار في مسنده والخرائطي في مكارم الأخلاق واللفظ له والبيهقي في الشعب وفي إسناده نظر. اهـ .

قلت: ورواه أيضا الحكيم الترمذي في النوادر وأبو الشيخ في الثواب ولفظهم بعد قوله صاحبه "كان أحبهما إلى الله أحسنهما بشرا بصاحبه، فإذا تصافحا أنزل الله عليهما" والباقي سواء، ورواه الطبراني بسند حسن بلفظ: "إن المسلمين إذا التقيا فتصافحا" كلفظ المصنف .

(وقال الحسن) البصري -رحمه الله تعالى- (المصافحة تزيد في الود) نقله صاحب القوت (وقال أبو هريرة) -رضي الله عنه- (قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: تمام تحياتكم بينكم المصافحة) .

قال العراقي: رواه الخرائطي في مكارم الأخلاق وهو عند الترمذي من حديث أبي أمامة وضعفه، قلت: وسيأتي الكلام عليه في عيادة المريض بعد هذا .

(وقال -صلى الله عليه وسلم-: قبلة المسلم) وفي نسخة: المؤمن (أخاه المصافحة) أي: هي بمنزلة القبلة وقائمة مقامها فهي مشروعة والقبلة غير مشروعة، قال العراقي: رواه الخرائطي وابن عدي من حديث أنس وقال: غير محفوظ. اهـ .

قلت: وكذلك رواه المحاملي في أماليه وابن شاهين في الأفراد وفي سندهم عمرو بن عبد الجبار، قال في الميزان: عن ابن عدي، روى عن عمه مناكير، وأحاديثه غير محفوظة، ثم ساق له عدة أخبار هذا منها، وقد روي ذلك من حديث الحسن بن علي مرفوعا بلفظ: "تقبيل المسلم يد أخيه المصافحة" أخرجه الديلمي من طريق سعيد المرزبان عن مقسم عنه .




الخدمات العلمية