الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 99 ] 14 - باب بيان مشكل ما قد روي عنه عليه السلام ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم عليه السلام حكما مقسطا يكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية

103 - حدثنا محمد بن زكريا بن يحيى بن صالح أبو شريح ، حدثنا الفريابي ، حدثنا الأوزاعي ، عن ابن شهاب ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة : أن رسول الله عليه السلام كان يقول : { والذي نفسي بيده ، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا ، يكسر الصليب ، ويقتل الخنزير ، ويضع الجزية ، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد } .

104 - حدثنا يزيد بن سنان ، حدثنا أبو بكر الحنفي ، حدثنا ابن أبي ذئب ، حدثنا الزهري ، عن سعيد ، عن أبي هريرة ، عن النبي عليه السلام مثله ، إلا أنه قال : حكما عادلا .

[ ص: 100 ]

105 - حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أخبرنا أبي ، وشعيب بن الليث قالا : حدثنا الليث ، عن سعيد المقبري ، عن عطاء بن ميناء مولى ابن أبي ذباب ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لينزلن ابن مريم حاكما عادلا ، وليكسرن الصليب ، وليقتلن الخنزير ، وليضعن الجزية ، ولتتركن القلاص فلا يسعى عليها ، ولتذهبن الشحناء والتباغض والتحاسد ، وليدعون إلى المال فلا يقبله أحد } .

قال أبو جعفر : فتأملنا هذين الحديثين فوقفنا على أن المال إذا عاد في الناس إلى أن صار لا يقبله أحد صاروا بذلك جميعا أغنياء ، وذهب الفقر والمسكنة ، وجميع الوجوه التي جعل الله الصدقة لأهلها بقوله تعالى : إنما الصدقات للفقراء والمساكين ... إلى قوله : وابن السبيل فلم يكن للزكاة أهل يوضع فيهم ، وإذا كان ذلك سقط فرضها ، وكذلك الجزية إنما جعلها الله تعالى على من جعلها عليه لتصرف فيما يحتاج إليه من قتال ، ومما سواه مما يجب صرفها فيه ، فإذا ذهب ذلك ولم يكن لها أهل تصرف إليهم سقط فرضها ، فهذا عندنا وجه ما روي في هذين الحديثين ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية