[ ص: 140 ]  379 - باب بيان مشكل ما روي عن  ابن عباس  أنه لم يأخذ إلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان مشكل قول الله عز وجل : إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم  
قال الله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم   . 
حدثنا  أبو أمية  قال : حدثنا  يحيى بن أبي بكير الكرماني  ، عن  إسرائيل بن يونس  ، عن  سماك بن حرب  ، عن  عكرمة  ، عن  ابن عباس  في قول الله عز وجل : يا أيها الذين آمنوا إن من أزواجكم وأولادكم عدوا لكم فاحذروهم   . قال : هؤلاء قوم من أهل مكة  أسلموا فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدعوهم يهاجروا ، فلما قدموا المدينة  فرأوا الناس قد تفقهوا في الدين هموا أن يعاقبوهم فنزلت هذه الآية : وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم    . 
 [ ص: 141 ] 
حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  قال : حدثنا  أبو عامر العقدي  ، عن  إسرائيل  ثم ذكر بإسناده مثله . 
حدثنا ابن أبي مريم  قال : حدثنا  الفريابي  قال : حدثنا  إسرائيل  ثم ذكر بإسناده مثله . 
قال  أبو جعفر   : فبان بهذا الحديث الوجه الذي أخبر الله عز وجل في الآية التي تلوناها بالمعنى الذي به كان من أزواجهم ومن أولادهم عدوا لهم ، وأن منعه إياهم كان من الهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يكونوا كغيرهم ممن سبقهم بالهجرة ، حتى نال بها الفقه في دين الله ، ثم أمرهم بالعفو والصفح عنهم والغفران لهم لما هموا بعقوباتهم على ذلك إذ كانت عقوبات لا يستدركون بها شيئا ، وكان في ذلك مما قد دل على أنه أراد من أمة نبيه أن لا يطيعوا زوجا ولا ولدا في صد عن طاعة الله ، وأخبرهم أن من حاول ذلك منهم عدو لهم . والله عز وجل نسأله التوفيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					