[ ص: 99 ] 668 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : " ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء " ، ومن قوله : " لكل أمة فتنة ، وفتنة أمتي المال "
4322 - ، حدثنا يزيد بن سنان ، حدثنا يوسف بن يعقوب السدوسي صاحب السلعة ( ح ) وحدثنا محمد بن بحر بن مطر ، حدثنا عبد الوهاب بن عطاء ( ح ) وحدثنا عبد الرحمن بن الجارود البغدادي ، حدثنا هوذة بن خليفة البكراوي قالوا : حدثنا سليمان التيمي ، عن أبي عثمان النهدي ، عن أسامة بن زيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تركت بعدي فتنة هي أضر على الرجال من النساء .
[ ص: 100 ]
4323 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، حدثنا مسدد ، حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، عن أبي عثمان ، عن أسامة بن زيد وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثله .
4324 - وحدثنا عبد الرحمن بن الجارود ، حدثنا عارم ومسدد قالا : حدثنا المعتمر ، عن أبيه ، ثم ذكر بإسناده مثله .
[ ص: 101 ] فقال قائل : ففي هذا الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قد ذكرتموه عنه فيه ، وقد رويتم عنه ما يخالف ذلك
4325 - فذكر ما قد حدثنا يونس ، أخبرني ابن وهب ، أخبرني معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن كعب بن عياض ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : لكل أمة فتنة ، وفتنة أمتي المال .
قال : ففي هذا الحديث أن فتنة أمته المال ، فكيف يجوز أن تكون فتنة النساء أعظم من ذلك ؟
فكان جوابنا له في ذلك أن قوله صلى الله عليه وسلم : " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من فتنة النساء " هو على الفتنة التي تلحق الرجال دون النساء ، وفي ذلك ما قد دل أنه قد ترك صلى الله عليه وسلم في أمته فتنا سوى النساء ، وكان قوله صلى الله عليه وسلم : " فتنة أمتي المال " على فتنة تعم الرجال والنساء من أمته ، فكانت تلك الفتنة أوسع وأكثر أهلا من الفتنة الأخرى ، وكل واحدة منهما فأهلها الأهل الذين قد دل كل واحد من هذين الحديثين [ ص: 102 ] عليهم من هم ، وقد روي عنه صلى الله عليه وسلم من تحذيره من فتنة الدنيا ومن فتنة النساء .
4326 - ما قد حدثنا أبو أمية ، حدثنا عثمان بن عمر بن فارس ، حدثنا شعبة ، عن أبي مسلمة ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الدنيا حلوة خضرة ، وإن الله عز وجل مستخلفكم فيها ، فينظر كيف تعملون ، فاتقوا فتنة الدنيا وفتنة النساء ; فإن أول فتنة بني إسرائيل بالنساء .
فكان في هذا الحديث ذكره فتنة النساء التي ذكرها في حديث أبي عثمان النهدي ، وذكر فتنة الدنيا ، وفيها الفتنة بالمال المذكورة في حديث كعب بن عياض ، والفتن بما سوى ذلك . والله الموفق .


