[ ص: 194 ]  244 - باب بيان مشكل ما روي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : إن مما أدركنا من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت 
 1533  - حدثنا  علي بن معبد   وأبو أمية  ، قالا : حدثنا  روح بن عبادة  ، قال : حدثنا  الثوري   وشعبة  ، عن  منصور  ، عن  ربعي  ، قال : سمعت  أبا مسعود  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن مما أدركنا من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت   } . 
 [ ص: 195 ] 
 1534  - حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  ، قال : حدثنا  بشر بن عمر الزهراني  ، قال : حدثنا  شعبة  ، عن  منصور  ، ثم ذكر بإسناده مثله . 
حدثنا  إبراهيم  ، قال : حدثنا  وهب  ، قال : حدثنا  شعبة  ، عن  منصور  ، فذكر بإسناده مثله ، ولم يذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأوقفه على  أبي مسعود   . 
حدثنا  ابن أبي داود  ، قال : حدثنا  القواريري  ، قال : حدثنا  يحيى بن سعيد  ، عن  سفيان  ، عن  منصور  ، فذكر بإسناده مثله وأوقفه على  أبي مسعود  ، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه . 
 1535  - حدثنا  يونس  ، قال : أخبرنا  ابن وهب ،  قال : أخبرني  جرير بن عبد الحميد الضبي  ، عن  منصور  ، عن  ربعي  ، عن  أبي مسعود  ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال... فذكر مثله . 
 1536  - وحدثنا  سعيد بن سليمان الواسطي  ، قال : حدثنا  عباد - وهو ابن العوام   - عن  أبي مالك الأشجعي  ، عن  ربعي  ، عن  حذيفة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { آخر ما تمسك به من  [ ص: 196 ] كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت   . 
 1537  - حدثنا  أبو أمية  ، قال : حدثنا  طلق بن غنام  ، قال : حدثنا  شريك  ، عن  منصور  ، عن  شقيق  ، هكذا قال ، عن  أبي مسعود  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أكبر ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت   } . 
 [ ص: 197 ] 
 1538  - حدثنا  محمد بن علي بن زيد المكي الصائغ  ، قال : حدثنا  الحسن بن علي الحلواني  ، قال : حدثنا  عبد الرزاق  ، عن  معمر  ، عن  الأعمش  ، عن  أبي الضحى  ، عن  مسروق  ، عن  أبي مسعود  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت   } . 
قال  أبو جعفر   : وكان معنى ذلك والله أعلم الحض على الحياء والأمر به ، وإعلام الناس أنهم إذا لم يكونوا من أهله صنعوا ما شاؤوا ، لا أنهم أمروا في حال من الأحوال أن يصنعوا ما شاؤوا ، وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار  } ، ليس أنه مأمور إذا كذب أن يتبوأ لنفسه مقعدا من النار ، ولكنه إذا كذب عليه يتبوأ مقعده من النار ،  [ ص: 198 ] ومثل هذا كثير في كلامهم ، فمثل ذلك هذا الحديث : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ، بمعنى إذا لم تستحي صنعت ما شئت ، وقد يكون ذلك على الوعيد والوعيد لفظه لفظ الأمر ، وهو في الحقيقة بخلاف ذلك ، ومنه قول الله عز وجل : اعملوا ما شئتم  ، وقوله عز وجل : واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم  ، ثم أعقب عز وجل ذلك بما بين لهم المعنى الذي يخرج أهله إلى ما يخرجهم إليه ويدخلهم فيما يدخلهم فيه بقوله عز وجل : وما يعدهم الشيطان إلا غرورا  ، فكان لفظ ذلك لفظ الأمر وباطنه النهي والوعيد ، فمثل ذلك ما ذكرنا عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله : { إذا لم تستحي فاصنع ما شئت } ، لفظه لفظ الأمر ، وباطنه النهي والوعيد ، والله نسأله التوفيق . 
				
						
						
