[ ص: 148 ]  430 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يدل على مقدار قليل الحيض كم هو ؟ 
 2720  - حدثنا  يونس  ، قال : حدثنا  عبد الله بن وهب  أن  مالكا  حدثه عن  نافع  ، عن  سليمان بن يسار  ، عن  أم سلمة  أن امرأة كانت تهراق الدماء على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فاستفتت لها  أم سلمة  رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : لتنظر عدة الليالي والأيام التي كانت تحيضهن من الشهر قبل أن يصيبها الذي أصابها ، ثم لتدع الصلاة ، ثم لتغتسل ولتستثفر بثوب ثم تصلي .  
 2721  - حدثنا  المزني  ، قال : حدثنا  الشافعي  ، قال : أنبأنا  مالك  ، ثم ذكر بإسناده مثله . 
 [ ص: 149 ] 
 2722  - وحدثنا  إسحاق بن إبراهيم بن يونس  ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد المعروف بالضعيف  ، قال : حدثنا  عبد الله بن نمير  ، عن  عبيد الله بن عمر  ، عن  نافع  ، عن  سليمان بن يسار  ، عن  أم سلمة  ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . 
 2723  - حدثنا  إسحاق بن إبراهيم  ، قال : حدثنا  بحر بن نصر  ، عن  محمد بن إدريس الشافعي  ، قال : قال  سفيان  ، عن  أيوب  ، عن  نافع  ، عن  سليمان بن يسار  ، عن  أم سلمة  ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله ، غير أنه قال : تدع الصلاة عدد الليالي والأيام التي كانت تحيضهن أو أيام أقرائها   - الشك من أيوب - لا أدري هذا قال : أو قال هذا . 
ففي هذا الحديث من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : لتنظر عدد الليالي والأيام التي كانت تحيضهن من الشهر قبل أن يصيبها الذي أصابها ، فتدع الصلاة ثم تغتسل ، فدل ذلك أن الحيض ليالي وأيام ، وفي ذلك ما  [ ص: 150 ] قد دل على قول من قال : إنه ثلاثة أيام لا أقل منها ، ومن القائلين بذلك من أهل العلم  أبو حنيفة  رحمه الله وأصحابه . 
 2724  - حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  ، قال : حدثنا  وهب بن جرير  ، قال : حدثنا  أبي  قال : سمعت  نافعا  يحدث عن  سليمان بن يسار  أن  أم سلمة  سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن  فاطمة ابنة أبي حبيش  وكانت تهراق دما ، فأمرها أن تدع الصلاة أقراءها وقدرهن من الشهر ثم تغتسل وتستثفر بثوب ثم تصلي   . 
فلم يكن في هذا الحديث للأيام ولا الليالي ذكر ، فقد اتفق عبيد الله بن عمر  ، وأيوب  ، ومالك  على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : في هذا الحديث القول الذي يوجب أن الحيض ليالي وأيام ، وفي ذلك ما ينفي أن يكون أقل من ثلاثة أيام . 
فقال قائل : هذا حديث فاسد الإسناد من طريق نافع  عن  سليمان بن يسار  ومن طريق  الزهري  ، عن  سليمان بن يسار   . 
 2725  - وذكر في ذلك ما قد حدثنا  محمد بن عبد الله بن عبد الحكم  ، قال : حدثنا  إسحاق بن الفرات  ، عن  يحيى بن أيوب  قال : قال  يحيى بن سعيد   : أخبرني  نافع  أن  سليمان بن يسار  أخبره عن رجل  أخبره ، عن  أم سلمة  ، ثم ذكر مثل حديث مالك  ، عن نافع  ، عن سليمان  سواء ، أو بألفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم التي في ذلك الحديث . 
 [ ص: 151 ] 
 2726  - وما قد حدثنا محمد بن حميد بن هشام الرعيني أبو قرة  ، قال : حدثنا  عبد الله بن صالح  ، قال : حدثنا  الليث  ، قال : أخبرني  ابن شهاب  ، عن  سليمان بن يسار  ، أن رجلا من الأنصار  أخبره ، عن  أم سلمة  ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر هذا الحديث . 
فكان جوابنا له في ذلك أن إسناد هذا الحديث قد دخله ما قد ذكره ، ولكنا قد وجدنا من حديث عبد الله بن دينار  ، عن  ابن عمر  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث آخر ، ما يدلنا على هذا المعنى في قليل الحيض . 
 2727  - كما قد حدثنا  يزيد بن سنان  ، قال : حدثنا  أبو صالح كاتب الليث  ، قال : حدثني  الليث  ، قال : حدثني  ابن الهاد  ، عن  عبد الله بن دينار  ، عن  عبد الله بن عمر  
 [ ص: 152 ]  ( ح ) وحدثنا  يزيد  ، قال : حدثنا  عمرو بن خالد  ، قال : حدثنا  بكر بن مضر  ، عن  ابن الهاد  ، عن  عبد الله بن دينار  ، عن  عبد الله بن عمر   - رضي الله عنهما - ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : يا معشر النساء تصدقن ، وأكثرن الاستغفار ، فإني رأيتكن أكثر أهل النار ، قالت امرأة منهن جزلة : وما لنا يا رسول الله أكثر أهل النار ؟ قال : تكثرن اللعن ، وتكفرن العشير ، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لذي لب منكن ، قالت يا رسول الله ، وما نقصان العقل والدين ؟ قال : أما نقصان العقل ، فشهادة امرأتين بعدل شهادة رجل ، فهذا من نقصان العقل ، وتمكث الليالي ما تصلي ، وتفطر في رمضان ، فهذا نقصان الدين   . 
ووجدنا في حديث  أبي هريرة  عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى مثل حديث  ابن عمر  هذا . 
 2728  - كما حدثنا  يحيى بن عثمان  ، قال : حدثنا  نعيم بن حماد  ،  [ ص: 153 ] قال : حدثنا  عبد العزيز بن محمد  ، عن  سهيل بن أبي صالح  ، عن  أبيه  عن  أبي هريرة  رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب ، فوعظ ، ثم قال : يا معشر النساء تصدقن ، فإني رأيتكن أكثر أهل النار ، فقالت له امرأة : ولم ذاك يا رسول الله ؟ قال : بكثرة لعنكن ، وكفركن العشير ، وما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب لألباب ذوي الرأي منكن ، فقالت امرأة : يا رسول الله وما نقصان عقولنا وديننا ؟ قال : شهادة امرأتين منكن بشهادة رجل ، ونقصان دينكن الحيضة تمكث إحداكن الثلاث والأربع لا تصلي   . 
قال : ولا نعلم شيئا روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقدار قليل الحيض غير ما ذكرنا ، فكان هذا مما قد دل على مقداره ، وأنه أيام وليالي ، وأوجب القول به ، وترك خلافه ، والله نسأله التوفيق . 
				
						
						
