[ ص: 321 ]  526 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في القردة والخنازير أهي مما مسخ من الأمم أم لا ؟ 
 3269  - حدثنا  بكار بن قتيبة  ، قال : حدثنا  مؤمل بن إسماعيل  ، قال : حدثنا  سفيان الثوري  ، عن  علقمة بن مرثد  ، عن المغيرة بن عبد الله اليشكري  ، عن  المعرور بن سويد  ، عن  عبد الله بن مسعود  رضي الله عنه ، قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير أهي مما مسخ ؟ فقال : إن الله عز وجل لم يهلك قوما أو يمسخ قوما ، فيجعل لهم نسلا ولا عاقبة ، وأن القردة والخنازير خلقوا قبل ذلك   . 
 3270  - حدثنا  يزيد بن سنان  ، وأحمد بن داود  ، قالا : حدثنا  محمد بن كثير  ، قال : حدثنا  سفيان  ، ثم ذكر بإسناده مثله . 
 3271  - حدثنا روح بن الفرج  ، قال : حدثنا  يوسف بن عدي  ،  [ ص: 322 ] قال : حدثنا  عبد الرحيم بن سليمان الرازي  ، عن  مسعر بن كدام  ، عن  علقمة بن مرثد  ، عن المغيرة الأشكري  ، - قال روح   : هكذا قال يوسف   - ، عن  المعرور  ، عن  عبد الله  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لم يهلك قوما ، فيجعل لهم نسلا ولا عقبا  . 
حدثنا  يزيد  ، قال : حدثنا  أبو داود الطيالسي  ، قال : حدثنا  المسعودي  ، عن  علقمة بن مرثد  ، عن المستورد بن الأحنف  ، عن  ابن مسعود  أنه سئل عن القردة والخنازير ، أهي من نسل القردة والخنازير التي مسخت ، أم من نسل قردة وخنازير كانت في الأرض قبل ذلك ؟ فقال عبد الله   : إن الله لم يمسخ أمة قط فيجعل لها عقبة ، ولكن هذه من نسل قردة وخنازير كانت في الأرض قبل ذلك  ، ولم يذكر يزيد  في حديثه هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
 3272  - حدثنا  يزيد  ، قال : حدثنا  حبان بن هلال   وشيبان بن  [ ص: 323 ] فروخ  ، قالا : حدثنا داود بن أبي الفرات  ، قال : حدثنا محمد بن زيد العبدي  ، عن أبي الأعين  ، عن أبي الأحوص الجشمي  ، عن  ابن مسعود  ، قال : سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القردة والخنازير أهن من نسل اليهود ؟ فقال : إن الله عز وجل لم يلعن قوما قط فمسخهم ، فكان لهم نسل ، ولكن هذا خلق كان ، فلما غضب الله على اليهود مسخهم فجعلهم مثله   . 
فقال قوم : في كتاب الله ما يدفع هذه الآثار التي رويتموها في هذا الباب في نفي من أهلكه الله أو مسخه أن لا يكون له نسل ولا عقب ، وهو قوله عز وجل : وجعل منهم القردة والخنازير  يريد من جعلها منهم ، فذكر عز وجل أنه جعلهما من القوم الذين سخط عليهم ولعنهم ، وذكر ذلك بالمعرفة لا بالنكرة ، فكان ذلك على القردة والخنازير الموجودة المعقولة ، لا على من سواها من قردة وخنازير ، ولو كان ذلك على قردة وخنازير سوى القردة والخنازير الموجودة المعقولة لكان : وجعل بينهم قردة وخنازير ، على النكرة لا على المعرفة . 
فكان جوابنا لهم في ذلك - بتوفيق الله عز وجل وعونه - أنه قد  [ ص: 324 ] يجوز أن يكون القردة والخنازير قد كانت قبل ذلك مخلوقة على ما هي عليه كسائر الأشياء المخلوقة على ما هي عليه لا ممسوخة من خلق كانت عليه إلى قردة وخنازير ، وكانت مما تناسل ، ومما يعقب كسائر المخلوقين سواها ، ثم كان من الله جعله القردة والخنازير ممن سخط عليه من عباده الذين خرجوا عن أمره ، واعتدوا عن عبادتهم التي تعبدهم بها إلى ما سواها ، فمسخهم قردة وخنازير لا تناسل لها ، ولا أعقاب لها ، فكانت في الدنيا ما شاء الله عز وجل كونها فيها ، ثم أفناها بلا أعقاب خلفتها ، وبقيت القردة والخنازير التي كانت قبل ذلك ، ولم يلحقها مسخ حولها عما خلقت عليه إلى ما هي عليه ، فكان منها التناسل في حياتها ، والإعقاب بعد موتها ، فبان بحمد الله ونعمته احتمال ما حملنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما لا يخالف ما في كتاب الله عز وجل مما يوهم هؤلاء الجاهلين أنه يخالفه ، والله عز وجل نسأله التوفيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					