[ ص: 314 ]  454 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة .
 2871  - حدثنا  أبو أمية  ، قال : حدثنا محمد بن سليمان القرشي البصري  ، قال : حدثنا  مالك بن أنس  ، عن  ربيعة بن أبي عبد الرحمن  ، عن  سعيد بن المسيب  ، عن  ابن عمر  رضي الله عنهما ، قال : حدثني  أبي  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وضع منبري على ترعة من ترعات الجنة ، وما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة   . 
قال  أبو جعفر   : وقد حدث بهذا الحديث غير واحد من أهله منهم : محمد بن يحيى القطعي  ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي  ، وأبو شعيب صالح بن حكيم  ، عن محمد بن سليمان  هذا . 
 [ ص: 315 ] 
 2872  - وحدثنا عبد الغني بن أبي عقيل  ، قال : حدثنا  سفيان بن عيينة  ، عن  عمار الدهني  ، عن  أبي سلمة  ، عن  أم سلمة  رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ، وإن قوائم منبري على رواتب في الجنة   . 
 2873  - وحدثنا  إسحاق بن إبراهيم بن يونس  ، قال : حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي  ، قال : حدثنا  محمد بن بشر  ، عن  عبيد الله  ، عن  نافع  ، عن  ابن عمر  رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي   . 
 [ ص: 316 ] 
 2874  - حدثنا  محمد بن علي بن داود  ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى المسعودي  ، قال : حدثنا  مالك  ، عن  نافع  ، عن  ابن عمر  رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة   . 
قال  أبو جعفر   : وهذا من حديث مالك  ، يقول أهل العلم بالحديث : إنه لم يحدث به عن مالك  أحد غير أحمد بن يحيى  هذا ، وغير عبد الله بن نافع الصائغ   . 
 2875  - حدثنا  يونس  ، قال : حدثنا  ابن وهب  أن  مالكا  حدثه ، عن خبيب بن عبد الرحمن  ، عن  حفص بن عاصم  ، عن  أبي هريرة  ، أو عن  أبي سعيد الخدري   - هكذا حدثناه يونس بالشك - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي   . 
 [ ص: 317 ] 
 2876  - حدثنا  الربيع الجيزي  ، قال : حدثنا مطرف بن عبد الله المدني  ، قال : حدثنا  مالك  ، عن خبيب بن عبد الرحمن  ، عن  حفص بن عاصم  ، عن  أبي سعيد  ، أو عن  أبي هريرة  عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله . 
 2877  - حدثنا  علي بن معبد  ، قال : حدثنا  روح بن عبادة  ، قال : حدثنا  مالك بن أنس  ، عن خبيب بن عبد الرحمن  ، أن  حفص بن عاصم  أخبره ، عن  أبي هريرة  ، وعن  أبي سعيد  ، هكذا حدثناه علي بن معبد  بلا شك ذكره فيه ، ثم ذكر مثل حديث يونس  سواء ، وذكره عن أبي سعيد  ،  وأبي هريرة  رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
 2878  - وحدثنا الحسين بن الحكم الكوفي الجيزي  ، قال : حدثنا  أبو غسان  ، قال : حدثنا  زهير بن معاوية  ، قال : حدثنا  محمد بن  [ ص: 318 ] إسحاق  ، قال : حدثني خبيب بن عبد الرحمن  ، عن  حفص بن عاصم  ، عن  أبي هريرة  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن منبري على حوضي وما بين بيتي وبين منبري روضة من رياض الجنة ، وصلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه من المساجد ، إلا المسجد الحرام    . 
قال : وحدثني المسور بن رفاعة  ، عن  أبي سلمة  ، عن  أبي هريرة  مثله . 
 2879  - وحدثنا  علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة  ،  [ ص: 319 ]  ومحمد بن علي بن داود  ، قالا : حدثنا  عفان بن مسلم  ، قال : حدثنا  عبد الواحد بن زياد  ، قال : حدثنا إسحاق بن شرفى مولى آل عمر  ، قال : حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن  أن  عبد الله بن عمر  قال : حدثني  أبو سعيد الخدري  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة   . 
 2880  - حدثنا  يونس  ، قال : أنبأنا  ابن وهب  ، أن  مالكا  حدثه ، عن  عبد الله بن أبي بكر  ، عن عباد بن تميم  ، عن  عبد الله بن زيد المازني  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة   . 
 [ ص: 320 ] 
 2881  - حدثنا  الربيع الجيزي  ، قال : حدثنا مطرف بن عبد الله  ، قال : حدثنا  مالك  ، عن  عبد الله بن أبي بكر  ، عن عباد بن تميم  ، عن  عبد الله بن زيد المازني  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة   . 
 2882  - حدثنا محمد بن خزيمة  ، وفهد بن سليمان  جميعا قالا : حدثنا  عبد الله بن صالح  ، قال : حدثني  الليث بن سعد  ، قال : حدثني  ابن الهاد  ، عن  أبي بكر بن محمد  ، عن عباد بن تميم  ، عن  عبد الله بن زيد  أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن ما بين منبري وبين بيتي روضة من رياض الجنة   . 
 [ ص: 321 ] 
 2883  - حدثنا  إبراهيم بن أبي داود  ، قال : حدثنا  سعيد بن سليمان الواسطي  ، عن  هشيم  ، عن  علي بن زيد  ، عن  محمد بن المنكدر  ، عن  جابر بن عبد الله  رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين منبري إلى بيتي روضة من رياض الجنة ، وإن منبري لعلى ترعة من ترع الجنة   . 
فقال قائل : هذه الآثار تدل على أن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنبره خارجان عن الروضة . 
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه :  [ ص: 322 ] أنه قد يجوز أن يكونا خارجين من الروضة كما ذكر ، ويكون منبره على ما قد بين في هذه الآثار التي قد رويناها في هذا الباب : أن قوائمه رواتب في الجنة ، فيكون من الجنة في خلاف الروضة . 
وقد دل على هذا التأويل ما قد روي عن سهل بن سعد  ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى . 
 2884  - كما قد حدثنا  علي بن عبد العزيز البغدادي  ، قال : حدثنا  أبو عبيد القاسم بن سلام  ، قال : حدثنا حسان بن عبد الله ، يعني : الواسطي  ، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، يعني : القاري  ، عن  أبي حازم  ، عن  سهل بن سعد  رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن منبري هذا على ترعة من ترع الجنة  ، قال : فقال سهل بن سعد   : أتدرون ما الترعة ؟ هي الباب من أبواب الجنة . 
 [ ص: 323 ] قال  أبو جعفر   : ففي هذا الحديث أن منبره صلى الله عليه وسلم من الجنة على خلاف الروضة ، وهو الترعة على ما في هذا الحديث ، ويكون قبره صلى الله عليه وسلم من الجنة إما في روضة سوى تلك الروضة مما هو أجل منها وأنعم وأرفع مقدارا ؛ لأنه لما كان منبره بلغه الله عز وجل بجلوسه وبقيامه عليه ما بلغه ، كان قبره الذي قد تضمن بدنه ، فصار له مثوى بذلك أولى ، وبالزيادة عليه أحرى ، والجنة ففيها روضات لا روضة واحدة ، كما قال الله - عز وجل - في كتابه : والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ، فيجوز إن كان قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في روضة من هذه الروضات أن تكون روضة فوق الروضة التي بين قبره ومنبره ، ويجوز أن تكون غير الروضة مما هو أكبر من الروضة ، ويجوز أن تكون ما يجمع الروضة وغيرها مما شرفه الله - عز وجل - به ، وأعلى به منزلته ، وأثابه به عن سائر الناس سواه واختصه به دون بقيتهم . 
وفي هذا الحديث معنى يجب أن يوقف عليه ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ، على ما في أكثر هذه الآثار ، وعلى ما في سواه منها : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، فكان تصحيحهما يجب به أن يكون بيته هو قبره ، ويكون ذلك علامة من علامات النبوة جليلة المقدار ؛ لأن الله - عز وجل - قد أخفى على كل نفس سواه صلى الله عليه وسلم الأرض التي يموت فيها ؛ بقوله جل وعز في كتابه : وما تدري نفس بأي أرض تموت ، فأعلمه عز  [ ص: 324 ] وجل الموضع الذي فيه يموت ، والموضع الذي فيه قبره ، حتى علم ذلك في حياته ، وحتى أعلمه من أعلمه من أمته ، فهذه منزلة لا منزلة فوقها زاده الله شرفا وخيرا ، والله عز وجل نسأله التوفيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					