[ ص: 5 ]  723 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في إخوانه ، هل هم أصحابه أو هل هم سواهم ؟ 
 4598  - حدثنا  إبراهيم بن أبي داود  ، حدثنا محمد بن الصلت أبو يعلى  ، حدثنا محمد بن معن  ، حدثنا داود بن خالد  ، عن  ربيعة بن أبي عبد الرحمن  أن  ربيعة بن عبد الله بن الهدير  أخبره ، وكان يصحب  طلحة بن عبيد الله   - رضي الله عنه - قال : ما سمعت  طلحة  يحدث ، عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا حديثا واحدا قلنا : ما هو ، قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر ، فلما أشرفنا على حرة واقم ، إذا نحن بقبور فقلنا : يا رسول الله هذه قبور إخواننا ، قال : هذه قبور أصحابنا فلما جاء قبور الشهداء ، قال : هذه قبور إخواننا   . 
 [ ص: 6 ] 
 4599  - وحدثنا  يونس  ، أخبرنا  ابن وهب  أن  مالكا  حدثه ، عن  العلاء بن عبد الرحمن  ، عن أبيه  ، عن  أبي هريرة  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى المقبرة ، فقال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، وددت أني رأيت إخواننا قالوا : يا رسول الله ، ألسنا بإخوانك ، قال : بل أنتم أصحابي وإخواني الذين لم يأتوا بعد ، وأنا فرطهم على الحوض  ، فتأملنا هذين الحديثين ، فوجدنا الأخوة هي المصافاة ، التي لا غش فيها ولا باطن لها يخالف ظاهرها ، ومنها قول الله عز وجل : إنما المؤمنون إخوة  ، أي : لأن ما بينهم وما بعضهم عليه لبعض ، فظاهره غير مخالف لباطنه ، ومنه قوله عز وجل : اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان  ، ثم منه قول رسول  [ ص: 7 ] الله صلى الله عليه وسلم مما أمر به أمته ، فقال : لا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا ، وكانت الصحبة قد تكون بظاهر يخالفه الباطن ، الذي مع أصحابها ، والأخوة بخلاف ذلك ، وهي الخالية من هذا الذي لا يخالف ظاهرها باطنها ، وباطنها ظاهرها ، وبالله التوفيق والعصمة . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					