[ ص: 76 ]  665 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : " المستشار مؤتمن " 
 4290  - حدثنا  أبو أمية ،  حدثنا  الأسود بن عامر   وطلق بن غنام  ، عن  شريك  ، عن  الأعمش  ، عن  أبي عمرو الشيباني  ، عن  أبي مسعود  رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : المستشار مؤتمن   . 
 [ ص: 77 ] 
 4291  - وحدثنا  يونس ،  حدثنا  علي بن معبد  ، عن  عبيد الله بن عمرو  ، عن  عبد الملك بن عمير  ، عن  أبي سلمة  ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله ، هكذا حدثنا يونس  ، ولم يتجاوز به أبا سلمة  إلى من سواه . 
 4292  - حدثنا محمد بن سنان الشيزري  ، حدثنا عيسى بن سليمان الشيزري  ، حدثنا  عبيد الله بن عمرو  ، عن  عبد الملك بن عمير  ، عن  أبي سلمة  ، [ عن  أبي هريرة   ] ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله . 
 [ ص: 78 ] فاختلف علي بن معبد  وعيسى بن سليمان  على عبيد الله بن عمرو  في إسناد هذا الحديث كما قد ذكرناه من اختلافهما فيه ، فنظرنا في ذلك لنقف على من معه الصواب منهما من هو ؟ 
 4293  - فوجدنا  أبا أمية  قد حدثنا قال : حدثنا  عبيد الله بن موسى العبسي  قال : حدثنا  شيبان النحوي   4294  - ووجدنا  أبا أمية  أيضا قد حدثنا قال : حدثنا  الحسن بن موسى الأشيب ،  حدثنا  شيبان - يعني النحوي   - ، ثم اجتمعا جميعا فقالا : عن  عبد الملك بن عمير  ، عن  أبي سلمة  ، عن  أبي هريرة  رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساعة لا يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد ، فأتاه أبو بكر  رضي الله عنه ، فقال : " ما أخرجك يا أبا بكر  ؟ " قال : خرجت للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والنظر إلى وجهه والتسليم عليه ، فلم يلبث أن جاء عمر  رضي الله عنه ، فقال : " ما أخرجك يا عمر  ؟ " قال : الجوع ، قال : " فأنا قد وجدت بعض الذي تجد ، انطلق إلى بيت أبي الهيثم بن التيهان    ... ثم ذكر  [ ص: 79 ] الحديث بطوله ، وقال فيه : المستشار مؤتمن ، فعقلنا بذلك أن الصواب في ذلك كان مع عيسى  ، وأنه حفظ من إسناد هذا الحديث ما لم يحفظه علي   . 
 4295  - حدثنا  محمد بن علي بن داود  قال : قرئ على  سعيد بن سليمان سعدويه  وأنا حاضر فقيل له : حدثك حفص بن سليمان  ، عن  قيس بن مسلم  ، عن  طارق بن شهاب  ، عن  النعمان بن بشير  رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المستشار مؤتمن ، فقال : نعم   . 
 [ ص: 80 ] فتأملنا هذا الحديث لنقف على المراد بما فيه إن شاء الله عز وجل ، فوجدنا الرجل في استشارته أخاه ملتمسا فضل رأي أخيه على رأيه ليكون بمضي أمره على الذي استشاره به أخاه فيه على الفضل الذي قدره معه في رأيه على ما معه ، فيكون بذلك مقلدا له ما يفعله مما يشاوره فيه ، ممثلا ما يشير به عليه ، فإذا كان الذي أشار به فيه صوابا ، كان له من الأجر على ذلك ما يكون لمثله في مثل ذلك ، وإن أشار عليه في ذلك بخلاف الصواب وهو يعلم أن ذلك كذلك ، كان بذلك مدخلا له فيما يفعله مما أشار به عليه . 
ومثل ذلك أيضا ما قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يدخل في هذا المعنى . 
 4296  - مما قد حدثنا  يونس  ، حدثنا  ابن وهب  ، حدثني  سعيد بن أبي أيوب  ، عن  بكر بن عمرو  ، عن عمرو بن أبي نعيمة  ، عن  أبي عثمان مسلم بن يسار  ، عن  أبي هريرة  رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من استشار أخاه فأشار عليه بغير رشد فقد خانه   . 
 [ ص: 81 ] 
 4297  - وكما حدثنا مبشر بن الحسن البصري  ، حدثنا  أبو عبد الرحمن المقرئ  قال : حدثنا  سعيد بن أبي أيوب   ... ثم ذكر بإسناده مثله . 
 4298  - وكما حدثنا  يونس  قال : حدثنا  ابن وهب  قال : أخبرني  يحيى بن أيوب  ، عن  بكر بن عمرو  ، عن عمرو بن أبي نعيمة  ، عن  أبي عثمان الطنبذي رضيع عبد الملك بن مروان  قال :  [ ص: 82 ] سمعت  أبا هريرة  يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : .... ثم ذكر مثله . 
 4299  - وكما حدثنا  الربيع بن سليمان الأزدي الجيزي  ، حدثنا  سعيد بن أبي مريم  ، أنبأنا  يحيى بن أيوب   ... ثم ذكر بإسناده مثله . 
قال  أبو جعفر   : فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن من استشار أخاه فأشار عليه بخلاف الرشد فقد خانه ، وتحت هذا الكلام أنه إذا أشار عليه بالرشد كان منه ضد الخيانة وهي المناصحة ، وكان من كان فيه الخيانة مستحقا للعقاب عليها ، ومن كانت منه الأمانة مستحقا للثواب عليها ، فبان بما ذكرنا ما المراد بالأمانة المذكورة في الحديث الذي بدأنا بذكره في هذا الباب . والله المحمود على ذلك ، وإياه نسأله التوفيق . 
				
						
						
