[ ص: 184 ]  887 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر 
 5557  - حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  ، حدثنا  يحيى بن حماد  ، حدثنا  شعبة  ، عن  أبان بن تغلب  ، عن فضيل الفقيمي  ، عن  إبراهيم النخعي  ، عن  علقمة بن قيس  ، عن  عبد الله بن مسعود  رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر . فقال رجل : يا رسول الله ، إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة ، قال : الكبر بطر الحق ، وغمص الناس   . 
 [ ص: 185 ] قال لنا إبراهيم   : وحدثنا مرة أخرى ، فقال : غمط الحق . 
 5558  - وحدثنا  يزيد بن سنان  ، حدثنا  يحيى بن حماد  ، حدثنا  شعبة  ، عن  أبان بن تغلب  ، عن فضيل الفقيمي  ، عن  إبراهيم النخعي  ، عن  علقمة بن قيس  ، عن  عبد الله بن مسعود  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : لا يدخل النار من في قلبه مثقال حبة من إيمان ، ولا يدخل الجنة من في قلبه مثقال حبة من كبر ، قال رجل : يا رسول الله ، إن الرجل ليحب أن يكون ثوبه حسنا ، ونعله حسنة . فقال : إن الله تعالى جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق وغمص الناس   . 
ولا نعلم أحدا روى في هذا الباب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن مما رواه الكوفيون  عنه فيه من هذا الحديث في صحة طريقه ، وفي حسن سياقة متنه . 
 [ ص: 186 ] وقد رووه أيضا من وجه آخر مما قد يجوز أن يكون متصل الإسناد ، ومما يغلب على القلوب أنه بخلاف ذلك وهو . 
 5559  - ما قد حدثنا  محمد بن علي بن داود  ، حدثنا  عبيد الله بن محمد بن عائشة  ، حدثنا  عبد العزيز بن مسلم  ، عن  الأعمش  ، عن  حبيب بن أبي ثابت  ، عن يحيى بن جعدة  ، عن  عبد الله  ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله إني أحب أن يكون رأسي دهينا ، وثوبي غسيلا ، وشراك نعلي جديدا ، أفمن الكبر ذلك يا رسول الله ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا ، ولكن الكبر من سفه الحق ، وغمص الناس   . 
 [ ص: 187 ] فكان يحيى بن جعدة  قديما ، غير أنا لا نعلم له مع قدمه لقاء  عبد الله بن مسعود  ، غير أن بعض الناس يذكر أن عبد الله  المذكور في هذا الحديث ليس هو  ابن مسعود  ، وإنما هو  عبد الله بن عمر  ، فإن كان كذلك ، فقد ثبت اتصاله ، وصار هذا لاحقا بالحديث الأول ، ولهم فيه أيضا حديث آخر ، وهو . 
 5560  - ما قد حدثنا  أبو أمية  ، حدثنا محمد بن عمران بن أبي ليلى  ، قال : حدثني أبي  ، قال : حدثني  ابن أبي ليلى  ، عن عيسى - يعني أخاه -  ، عن  عبد الرحمن بن أبي ليلى  ، عن  ثابت بن قيس  قال : ذكر الكبر عند النبي صلى الله عليه وسلم فشدد فيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا  ، فقال رجل من القوم : والله يا رسول الله ، إن ثيابي لتغسل فيعجبني بياضها ، ويعجبني شراك نعلي ، وعلاقة سوطي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليس ذلك الكبر ، إنما الكبر أن تسفه الحق وتغمص الناس   . 
 [ ص: 188 ] 
 5561  - وما قد حدثنا  محمد بن علي بن داود  ، حدثنا محمد بن عمران  ، ثم ذكر بإسناده مثله . 
وقد روى البصريون  في هذا الباب حديثا حسن الإسناد ، غير أن في متنه تقصيرا عما في متن هذا الحديث ، وهو . 
 5562  - ما قد حدثنا  إسحاق بن إبراهيم بن يونس  ، حدثنا  محمد بن المثنى  ، حدثنا  عبد الوهاب  ، عن  هشام بن حسان  ، عن  محمد بن سيرين  ، عن  أبي هريرة  ، فذكر قصة الرجل الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم : حبب إلي الجمال ، أفمن الكبر ذاك ؟ قال : لا   . 
 [ ص: 189 ] وقد رواه الشاميون  تام المتن . 
 5563  - كما حدثنا فهد بن سليمان  ، حدثنا  علي بن عياش  ، حدثنا  حريز بن عثمان  ، حدثنا سعيد بن مرثد الرحبي  ، عن عبد الرحمن بن حوشب  ، عن ثوبان الأشعري  ، قال : سمعت كريب بن أبرهة  ، وهو جالس مع عبد الملك  في سطح بدير المران  ، وذكروا الكبر ، فقال كريب   : سمعت أبا ريحانة  ، يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنه لا يدخل الجنة شيء من الكبر ، فقال قائل : يا نبي الله ، إني أحب أن أتجمل بجلاز سوطي ، وبشسع نعلي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن ذلك ليس بالكبر ، إن الله تعالى جميل يحب الجمال ، وإنما الكبر من سفه الحق وغمص الناس ،   [ ص: 190 ] ويعني بالجلاز : سير السوط . 
فكان فيما روينا تبيان الكبر المراد في هذه الآثار ما هو ؟ وهو الترفع على الناس ، ووضع الرجل نفسه في الموضع الذي لم يضعه الله فيه ، وغمصه للناس بإنزالهم دون المواضع التي وضعهم الله فيها ، وفي خلاف ذلك لحكم الله تعالى فيه وفيهم ، والوعيد من الله تعالى غير مستنكر في ذلك بما في هذه الآثار ، وبالله التوفيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					