[ ص: 271 ]  518 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان من  عمار بن ياسر  ومن خالد بن الوليد  في القوم الذين بعثا إليهم ، فاعتصموا 
 3232  - حدثنا  يوسف بن يزيد  ، قال : حدثنا  أحمد بن شكيب الكوفي  ، قال : حدثنا  محمد بن فضيل  ، عن  الحسن بن عبيد الله  ، عن محمد بن شداد  ، عن  عبد الرحمن بن يزيد  ، قال : حدثني  الأشتر  ، قال : حدثني  خالد بن الوليد  ، قال : بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وعمار  ، في سرية ، فأصبنا أهل بيت قد كانوا وحدوا ، فقال عمار  رضي الله عنه : إن هؤلاء قد احتجزوا منا بتوحيدهم ، فسفهته ، ولم أحفل بقوله ، فلما رجعنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم شكاني إليه ، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم لا ينتصر له مني أدبر وعيناه تدمعان ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا خالد  لا تسب عمارا  ، فإنه من يسب عمارا  سبه الله ، ومن يسفه عمارا  يسفهه الله عز وجل ، قال : قلت : والله يا رسول الله ، ما من ذنوبي شيء أخوف علي منهن ، فاستغفر لي ، قال : فاستغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم   . 
 [ ص: 272 ]  [ ص: 273 ] قال  أبو جعفر   : ففي هذا الحديث قول عمار  في أهل ذلك البيت الذين كانوا وحدوا : أنهم قد احتجزوا بتوحيدهم ، وأن خالدا  لم يحفل بقوله ، وكان معنى خالد  في أهل ذلك البيت كمعنى أسامة  في قتيله الذي قتله بعد توحيده ، وكان ما كان من عمار  فيهم إصابة حقيقة حكم الله عز وجل فيهم ، فكان كل واحد منهما في اجتهاده محمودا ، وكان عمار  في ذلك فوق خالد  في الحمد للإصابة منه لحقيقة الأمر في ذلك ، ولتقصير خالد عنه . والله نسأله التوفيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					