[ ص: 232 ]  750 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذهب الذي كان علي  عليه السلام بعث به إليه من اليمن  ، فدفعه إلى من دفعه إليه من المؤلفة قلوبهم ، هل في ذلك ما يدل على أن الواجب فيما وجد في المعادن هو الصدقة ، أم لا ؟ 
 4773  - حدثنا  بكار بن قتيبة   وإبراهيم بن مرزوق  قالا : حدثنا  أبو داود الطيالسي  ، قال : حدثنا  أبو الأحوص  ، عن سعيد بن مسروق أبي سفيان الثوري  ، عن  عبد الرحمن بن أبي نعم  ، عن  أبي سعيد الخدري  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عليا  عليه السلام إلى اليمن  ، فبعث إليه بذهبة من تربتها ، فقسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أربعة : بين الأقرع بن حابس  ، وعيينة بن بدر  ، وزيد الخير الطائي  ، وعلقمة بن علاثة العامري  ، ثم أحد بني كلاب  ، فغضبت قريش  ، وقالت : يعطي صناديد أهل نجد  ويدعنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما  [ ص: 233 ] أعطيهم أتألفهم   . 
 4774  - وحدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم  ، قال : حدثنا  الفريابي  ، قال : حدثنا  سفيان  ، عن أبيه  ، عن  ابن أبي نعم البجلي   [ ص: 234 ] عن  أبي سعيد الخدري  ، قال : بعث علي  عليه السلام إلى النبي صلى الله عليه وسلم بذهيبة في تربتها من اليمن  ، فقسمها بين أربعة : الأقرع بن حابس التميمي  ، وبين علقمة بن علاثة العامري  ، ثم أحد بني كلاب  ، وبين عيينة بن بدر الفزاري  وبين زيد الخيل الطائي  ، ثم أحد بني نبهان  ، قال : فغضبت قريش  والأنصار  ، وقالوا : يعطي صناديد أهل نجد  ويدعنا ، فقال : إني أتألفهم   . 
فقال قائل : في صرف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الذهب الموجود في المعدن إلى المؤلفة قلوبهم ما قد دل : أنه من المال الذي يعطى منه المؤلفة قلوبهم ، وهو أموال الزكوات . فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله - عز وجل - وعونه : أنه لا دليل له بذلك على ما ذكر ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد كان يتألف قلوب أولئك القوم من الصدقات ، كما قد ذكر هذا القائل ، وقد كان يتألفهم من غيرها . 
 4775  - كما قد حدثنا  إبراهيم بن مرزوق  ، قال : حدثنا  عبد الله بن بكر السهمي  ، قال : حدثنا  حميد الطويل  ، عن  أنس بن مالك  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطى من غنائم حنين مائة  [ ص: 235 ] من الإبل : عيينة بن بدر  ، والأقرع بن حابس  مائة من الإبل   . 
ولما كان ما ذكرنا كذلك ، انتفى أن يكون في الحديث الأول دليل لهذا القائل على ما توهم أنه دليل له على ما استدل به فيه ، والله - عز وجل - نسأله التوفيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					