[ ص: 136 ]  378 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوصية بقبط مصر  ، وإخباره في ذلك بأن لهم ذمة ورحما 
 2363  - حدثنا  يونس بن عبد الأعلى  قال : أخبرنا  عبد الله بن وهب  قال : حدثني حرملة بن عمران  ، عن عبد الرحمن بن شماسة المهري  قال : 
سمعت  أبا ذر  يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط فاستوصوا بأهلها خيرا ؛ فإن لهم ذمة ورحما ، فإذا رأيت أخوين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها ، فمر بربيعة  وعبد الرحمن  ابني شرحبيل بن حسنة  وهما يقتتلان في موضع لبنة فخرج منها   . 
قال  أبو جعفر   : فكان في هذا الحديث إخباره أن لهم رحما . 
 [ ص: 137 ] فطلبنا ما روي عنه في تلك الرحم ما هي . ؟ 
 2364  - فوجدنا  إسحاق بن إبراهيم بن يونس البغدادي  قد حدثنا قال : حدثنا  محمد بن الصباح  قال : حدثنا  الوليد بن مسلم  ، عن  الأوزاعي  ، عن  الزهري  ، عن ابن لكعب بن مالك  ، عن  أبيه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن دخلتم مصر  فاستوصوا بقبط مصر  خيرا ؛ فإن لهم ذمة ورحما .  
 2365  - حدثنا  إسحاق بن إبراهيم  أيضا قال : حدثنا  الوليد بن شجاع بن الوليد  قال : حدثني  الوليد بن مسلم  ثم ذكر بإسناده مثله . 
 [ ص: 138 ] 
 2366  - وحدثنا  إسحاق بن إبراهيم  أيضا ، قال : حدثنا  محمد بن مسلم بن وارة  قال : حدثني محمد بن موسى بن أعين  قال : حدثنا  أبي  ، عن إسحاق بن راشد  ، عن  الزهري  ، عن عبد الله بن كعب  ، عن  أبيه  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه ، وزاد فيه يعني أن أم إسماعيل  صلى الله عليه وسلم كانت منهم   . 
فعقلنا بذلك أن تلك الرحم التي ذكرها صلى الله عليه وسلم أنها من قبل هاجر أم إسماعيل  صلى الله عليه وسلم . 
فقال قائل : فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الذمة التي ذكر لهم وهم حينئذ أهل حرب لا ذمة لهم ؟
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن الذمة التي أرادها صلى الله عليه وسلم في ذلك هي الحق لهم برحمهم ، فكان ذلك ذماما لهم تجب رعايته لهم كمثل ما قد قيل في قول الله عز وجل : لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة   . 
 [ ص: 139 ] قال : الذمة هاهنا هي التذمم . 
كما حدثنا ولاد النحوي  قال : حدثنا المصادري  ، عن  أبي عبيدة معمر بن المثنى التيمي  في قول الله عز وجل : لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة   . قال : الذمة هاهنا من التذمم   . 
فمثل ذلك ما قد ذكرنا في معنى قوله صلى الله عليه وسلم : فإن لهم ذمة . والله سبحانه وتعالى نسأله التوفيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					