[ ص: 92 ]  90 - باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام من قوله : لا يقضي الحاكم بين اثنين وهو غضبان . 
 629  - حدثنا  بكار  ، حدثنا  أبو الوليد الطيالسي  ، حدثنا  شعبة   . وحدثنا  ابن مرزوق  ، حدثنا  وهب بن جرير  ، حدثنا  شعبة  ، عن  عبد الملك بن عمير  ، عن  عبد الرحمن بن أبي بكرة  قال : كتب  أبي  إلى ابنه وهو بسجستان   : أن لا تقضي بين اثنين وأنت غضبان ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول : لا يحكم أحدكم بين اثنين وهو غضبان   . 
 630  - وحدثنا  علي بن معبد  ، حدثنا  أبو أحمد الزبيري  ، حدثنا  [ ص: 93 ]  سفيان الثوري  ، عن  عبد الملك بن عمير  ، عن  عبد الرحمن بن أبي بكرة  ، عن  أبيه  أنه كتب إلى ابنه أن رسول الله عليه السلام قال : لا يقض الحاكم بين اثنين وهو غضبان .  
 631  - وحدثنا  محمد بن علي بن زبيد المكي  ، حدثنا أحمد بن محمد القواس  ، عن  عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد  ، عن  ابن جريج  ، عن  سفيان  أن  عبد الملك بن عمير  ، حدثه ، عن  عبد الرحمن بن أبي بكرة  ، عن  أبيه  ، عن النبي عليه السلام ... فذكر مثله . 
فقال قائل : فكيف يجوز لكم أن ترووا هذا عن رسول الله عليه السلام وأنتم تروون عنه ، فيما كان عليه في وقت حكمه بين الزبير  وبين خصمه من الأنصار  من الغضب ، لما أحفظه الأنصاري بقوله كان له يومئذ قبل ذلك : أن كان ابن عمتك . 
 632  - وذكر ما قد حدثنا  يونس  ، أخبرنا  ابن وهب  ، أخبرني  [ ص: 94 ]  يونس   والليث  ، عن  ابن شهاب  ، عن  عروة  ، حدثه أن  عبد الله بن الزبير  ، حدثه عن  الزبير بن العوام  ، أنه خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا مع رسول الله عليه السلام في شراج من الحرة  قد كانا يسقيان كلاهما به النخل ، فقال للأنصاري : سرح الماء يمر ، فأبى عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسق يا زبير  ثم أرسل إلى جارك ، فغضب الأنصاري وقال : يا رسول الله أن كان ابن عمتك ؟ فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا زبير  ، اسق ثم احبس الماء حتى يبلغ إلى الجدر .  
قال ابن وهب  وهو الأصل واستوعى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير  حقه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أشار على الزبير  برأي أراد فيه السعة له وللأنصاري ، فلما أحفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم الأنصاري استوعى للزبير  حقه في صريح الحكم ، فقال للزبير   : ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في ذلك : فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم  الآية ، يزيد أحدهما على صاحبه في قصة الحديث . 
 [ ص: 95 ] 
 633  - وكما حدثنا هارون بن كامل  ، حدثنا  عبد الله بن صالح  ، حدثني  الليث  ، حدثني  ابن شهاب  ، عن  عروة  أنه حدثه ، عن  عبد الله بن الزبير  ، حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير   [ ص: 96 ] إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة  التي يسقون بها النخل ، فقال للأنصاري : سرح الماء يمر ، فأبى عليه فاختصموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اسق يا زبير  ثم أرسل إلى جارك ؛ فغضب الأنصاري وقال : يا رسول الله ، أن كان ابن عمتك ؟ ! فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال : يا زبير  اسق واحبس الماء ثم أرجع إلى الجدر ، قال الزبير   : والله ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في ذلك : فلا وربك لا يؤمنون    . 
 634  - وكما حدثنا  يحيى بن عثمان بن صالح  ، حدثنا  نعيم بن حماد  ، حدثنا  ابن المبارك  ، أخبرنا  معمر  ، عن  الزهري   ... ثم ذكر بإسناده مثله . 
فكان جوابنا له في ذلك أن الذي رويناه ، عن أبي بكرة  ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم على غيره من الحكام للخوف عليهم فيما ينقلهم إليه الغضب من العدل في الحكم إلى خلافه ، والذي في حديث الزبير  فمخالف لذلك ؛ لأنه في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في تولي الله تعالى إياه وعصمته له وحفظه عليه أموره بخلاف الناس في مثل ذلك ، فانطلق ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فاستعمله ولم ينطلق ذلك لغيره فنهاه رسول الله عليه السلام عنه كما حدثه أبو بكرة  عنه . 
				
						
						
