[ ص: 10 ]  1 - باب ما قد روي عن رسول الله عليه السلام في أشد الناس عذابا يوم القيامة 
 6  - وهو ما قد حدثنا فهد  ، حدثنا  موسى بن إسماعيل  ، حدثنا  أبان بن يزيد  ، عن  عاصم  ، عن  أبي وائل   . 
عن  عبد الله  ، عن نبي الله عليه السلام قال : إن أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل قتل نبيا ، أو قتله نبي ، وإمام ضلالة ، وممثل من الممثلين   . 
قال  أبو جعفر   : فوقفنا بهذا على أشد الناس عذابا يوم القيامة أنهم أهل هذه الأصناف الثلاثة ، وفيه ما ينتفي أن يكون لهم يومئذ مثل من  [ ص: 11 ] المعذبين سواهم ، غير أنا قد وجدنا في حديث سواه ما يجب تأمله . 
 7  - وهو ما حدثنا  يونس  ، عن  بشر بن بكر  ، عن  الأوزاعي  ، عن  ابن شهاب  ، أخبرني  القاسم بن محمد   . 
{ عن  عائشة  قالت : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا مستترة بقرام فيه صورة ، فهتكه ، ثم قال : إن أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون بخلق الله عز وجل   } . 
فكان في هذا الحديث أن الجنس المذكور فيه هو أشد الناس عذابا . 
فإن كان هذا ثابتا ؛ فهو مخالف للأول ، وحاش لله أن يجري على لسان رسوله ما هو كذلك ، فتأملناه من غير هذه الرواية . 
 8  - فوجدنا  يونس  قد حدثنا : أخبرنا  ابن وهب  ، أخبرني  يونس  ، عن  ابن شهاب  ، عن  القاسم  ، عن  عائشة   : { أن رسول الله عليه السلام قال : من أشد الناس ...   } وذكره . 
فوقفنا بذلك على أن ما كان من رسول الله عليه السلام في هذا  [ ص: 12 ] الحديث غير مخالف لما في الحديث الأول ، إذ كان المشبه بخلق الله هو الممثل بخلق الله ، وأن الجنس المذكور في هذا الحديث هو من الأجناس الثلاثة المذكورين في الأول . 
وغير أنا وجدنا حديثا آخر سوى ذينك . 
 9  - وهو ما حدثنا  أبو أمية  ، حدثنا  عبيد الله بن موسى العبسي  ، أخبرنا  شيبان النحوي  ، عن  الأعمش  ، عن  عمرو بن مرة  ، عن  يوسف بن ماهك  ، عن  عبيد بن عمير   . 
عن  عائشة  قالت : قال رسول الله عليه السلام : { أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل هجا رجلا ، فهجا القبيلة بأسرها   } . 
فإن كان ما في هذا كما فيه ، فهو مخالف للأول ، وحاش ذلك أن يختلف قول الرسول في هذا ، أو في غيره ، غير أنه قد يحتمل أن يكون  [ ص: 13 ] ما في هذا من تقصير بعض رواته عن حفظ ما كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ، فالتمسناه في غير هذه الرواية . 
 10  - فوجدنا  إسحاق بن إبراهيم البغدادي  قد حدثنا ، حدثنا  ابن أبي شيبة   ( ح ) ، وحدثنا إبراهيم بن أحمد الواسطي  ، حدثنا  ابن أبي سمينة  ، قالا : حدثنا  جرير  ، عن  الأعمش  ، عن  عمرو بن مرة  ، عن  يوسف بن ماهك  ، عن  عبيد بن عمير  ، عن  عائشة  قالت : قال رسول الله عليه السلام : إن أعظم الناس عند الله فرية يوم القيامة الرجل يهجو القبيلة بأسرها ، أو رجل انتفى من أبيه   . 
فوقفنا بذلك على أن الذي قصد إليه رسول الله عليه السلام في هذا الحديث هو ذكر ما كان منه الهجاء لعظم الفرية عند الله ، لا لوصف عذاب الله إياه على ذلك أنه أشد العذاب ، أو خلافه من أصناف العذاب ، فانتفى أن يكون فيه خلاف لشيء مما في الأول . 
ومن ذلك : 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					