[ ص: 188 ]  242 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : الحياء من الإيمان . 
 1526  - حدثنا  عيسى بن إبراهيم الغافقي  ، قال : حدثنا  سفيان بن عيينة  ، عن  الزهري  ، عن  سالم  ، عن  أبيه  ، { عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه سمع رجلا ، يعظ أخاه في الحياء ، فقال : إن الحياء من الإيمان   } . 
 1527  - حدثنا  يونس  ، قال : أخبرنا  ابن وهب  ، أن  مالكا  أخبره ، عن  ابن شهاب  ، عن  سالم بن عبد الله بن عمر  ، عن  أبيه  ، { أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر على رجل من الأنصار ، وهو يعظ أخاه في الحياء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دعه فإن الحياء من الإيمان   } . 
 [ ص: 189 ] 
 1528  - حدثنا  يزيد بن سنان  ، قال : حدثنا  القعنبي  ، قال : قرأت على  مالك   ... ثم ذكر بإسناده مثله . 
 1529  - وحدثنا  يزيد  ، قال : حدثنا  وهب بن جرير  ، قال : حدثنا  أبي  ، قال : سمعت النعمان بن راشد  يحدث ، عن  الزهري  ، عن  سالم  ، عن  أبيه  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، مثله . 
فقال قائل : وكيف يكون الحياء من الإيمان ، والحياء غريزة مركبة في أهله ، والإيمان اكتساب يكتسبه أهله بأقوالهم وبأفعالهم والحياء ضد لذلك ، فكيف يكون منه ؟ 
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أنا وجدنا الحياء يقطع صاحبه عن ركوب المعاصي أقوالا وأفعالا ، كما يقطع الإيمان أهله عن مثل ذلك ، وإذا كان الحياء والإيمان فيما ذكرنا يعملان عملا واحدا كانا كشيء واحد ، وكان كل واحد منهما من صاحبه ، وكانت العرب تقيم الشيء مكان الشيء الذي هو مثله أو شبيهه ، ألا  [ ص: 190 ] ترى أنهم قد سموا الدعاء صلاة ، ومنه قول الله عز وجل : وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم  ، في معنى أمره إياه بالدعاء لهم ، ومنه قول الله عز وجل : إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما  ، فسمى الله الدعاء صلاة ، إذ كان مفعولا في الصلاة ، 
 1530  - ومنه الحديث المروي : { إذا دعي أحدكم وهو صائم فليجب ، فإن كان مفطرا فليطعم ، وإن كان صائما فليصل } . حدثناه  علي بن معبد  ، قال : حدثنا  عبد الله بن بكر السهمي  ، قال : حدثنا  هشام بن حسان  ، عن  محمد بن سيرين  ، عن  أبي هريرة  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيما ذكرنا ما قد بان به ، أن الشيء قد يسمى باسم الشيء ، إذ كان كل واحد منهما يفعل ما يفعله الآخر منهما ، فمثل ذلك الحياء ذكر أنه من الإيمان ، إذ كان قد يكون منه ما يكون من الإيمان ، والله نسأله التوفيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					