[ ص: 346 ]  697 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله في الصعيد المذكور في كتاب الله للمتيمم به عند إعواز الماء ما هو ؟ 
 4486  - حدثنا  يونس بن عبد الأعلى  ، أخبرنا  أنس بن عياض الليثي  ، عن  محمد بن عمرو  ، عن  أبي سلمة  ، عن  أبي هريرة  رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : نصرت بالرعب ، وأوتيت جوامع الكلم ، وجعلت لي الأرض طهورا ومساجد ، وأتيت بمفاتيح خزائن الأرض فتلت في يدي   . 
 [ ص: 347 ] 
 4487  - حدثنا  المزني  ، حدثنا  الشافعي  ، حدثنا  سفيان  ، عن  الزهري  ، عن  سعيد بن المسيب  ، عن  أبي هريرة  رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي ; جعلت لي الأرض كلها مسجدا وطهورا ، ونصرت بالرعب ، وأحلت لي الغنائم ، وأرسلت إلى الأحمر والأبيض ، وأعطيت الشفاعة   . 
قال  أبو جعفر   : سمعت  المزني  يقول : قال  الشافعي   : ثم جلست إلى  سفيان  ، فذكر هذا الحديث ، قال  الزهري   : عن  أبي سلمة  أو  سعيد  ، عن  أبي هريرة  ، ثم ذكره . 
 [ ص: 348 ] 
 4488  - وحدثنا صالح بن عبد الرحمن الأنصاري  قال : قال  عبد الله بن يزيد المقرئ :  حدثنا يحيى بن عبد الله بن سالم  ، عن حازم بن خزيمة من تيم الرباب  ، عن  مجاهد المكي  ، عن  أبي هريرة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أعطيت خمسا لم يعطها نبي قبلي ; بعثت إلى الناس كافة أحمرهم وأسودهم ، وكان النبي قبلي يبعث إلى أهل بيته أو إلى أهل قريته ، ونصرت على عدوي بالرعب مسيرة شهر أمامي وشهر خلفي ، وأحلت لي الغنائم والأخماس ولم تحل لنبي قبلي ، كانت الأخماس تؤخذ فتوضع ، فينزل عليها نار من السماء فتحرقها ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، أصلي فيها حيث أدركتني الصلاة   . 
 [ ص: 349 ] 
 4489  - وحدثنا محمد بن خزيمة  وفهد  قالا : حدثنا  عبد الله بن صالح  ، حدثني  الليث  ، حدثني  ابن الهاد  ، عن  عمرو بن شعيب  ، عن  أبيه  ، عن  جده  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك قام من الليل يصلي ، فاجتمع وراءه رجال من أصحابه يحرسونه ، حتى إذا صلى وانصرف إليهم ، قال : لقد أعطيت الليلة خمسا ما أعطيهن أحد كان قبلي ; أرسلت إلى الناس عامة ، وكان من قبلي إنما يرسل النبي إلى قومه ، ونصرت على العدو بالرعب ، ولو كانت بيني وبينه مسيرة شهر ملئ مني رعبا ، وأحلت لي الغنائم ، وكان من قبلي يعظمون أكلها ، كانوا يحرقونها ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ، أينما أدركتني الصلاة تمسحت وصليت ، وكان من قبلي يعظمون ذلك ، إنما كانوا يصلون في كنائسهم وبيعهم ، والخامسة هي ما هي ! قيل لي : سل ، فإن من قبلك سأل ، فأخرت مسألتي إلى يوم القيامة ، فهي لكم ، ولمن شهد أن لا إله إلا الله   . 
 [ ص: 350 ] فكان هذا الحديث قد استدل به بعض الناس على أن ما كان من الأرض مسجدا كان منها طهورا ، وممن كان ذهب إلى ذلك  أبو حنيفة  ، وقد خولف في ذلك ، فقيل : قوله صلى الله عليه وسلم : " جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا " على الانقسام ، وعلى أن المراد به أن بعضها مسجد وأن بعضها طهور ، وأن الطهور منها خلاف المسجد ، وأنه التراب خاصة دون ما سواه منها مما ليس بتراب ، وممن خالفه في ذلك  أبو يوسف  ، ورووا في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم . 
 4490  - ما قد حدثنا فهد  ، حدثنا محمد بن سعيد ابن الأصبهاني  ، حدثنا  محمد بن فضيل  ، عن  أبي مالك الأشجعي   ( ح ) ، وما قد حدثنا أحمد بن الحسن  ، حدثنا  يعقوب بن إسحاق الحضرمي  ، حدثنا  أبو عوانة  ، عن  أبي مالك الأشجعي  ، ثم اجتمعا جميعا ، فقالا : عن  ربيع بن حراش  ، عن  حذيفة  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فضلنا على الناس بثلاث ; جعلت لنا الأرض مسجدا ، وجعلت تربتها لنا طهورا ، وجعلت  [ ص: 351 ] صفوفنا كصفوف الملائكة ، وأعطيت الآيات من آخر سورة البقرة من تحت العرش ، لم يعط منه أحد قبلي ، ولا يعطى منه أحد بعدي   . 
فدل ما في هذا الحديث على أن معنى قوله فيما قد ذكرناه قبله : " جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا " أن ذلك على الانقسام الذي يوجب  [ ص: 352 ] بعضها مسجدا وبعضها طهورا ، لا على الجملة التي توجب كلها مسجدا وكلها طهورا كما قال  أبو يوسف  ، والله نسأله التوفيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					