[ ص: 198 ]  962 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في " مرحبا وأهلا " ما المراد بهما ؟ 
قال  أبو جعفر  رحمه الله : قد ذكرنا فيما تقدم منا في كتابنا هذا حديث مسروق  ، عن  عائشة   - رضي الله عنها - في مجيء فاطمة   - رضي الله عنها - إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي مات فيه ، وقوله لها : مرحبا بابنتي . 
 5943  - حدثنا  محمد بن سليمان الباغندي  ، حدثنا  الحماني  ، حدثنا  أبو معاوية  ، عن  الحجاج  ، عن  ابن أبي جحيفة   . 
عن  أبيه  أن نفرا من بني عامر  أتوا النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال لهم : مرحبا   . 
 [ ص: 199 ] 
 5944  - وحدثنا  الباغندي  ، حدثنا  أبو غسان  ، حدثنا عبد الرحمن بن حميد  ، حدثنا عبد الكريم بن سليط  ، عن  ابن بريدة  ، عن  أبيه  أن عليا   - رضي الله عنه - لقي النبي - عليه السلام - ، فقال له : مرحبا وأهلا   . 
 5945  - وحدثنا  الباغندي  ، حدثنا  أبو نعيم  ، حدثنا  زكريا بن أبي زائدة  ، عن فراس  ، عن  الشعبي  ، عن  مسروق   . 
عن  عائشة  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لفاطمة   : مرحبا   . 
 [ ص: 200 ] 
 5946  - وحدثنا  الباغندي  ، حدثنا  الحماني  ، حدثنا  أبو الأحوص  ، عن  يزيد بن أبي زياد  ، عن يزيد الرقاشي  ، عن  أنس   : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للأنصار   : مرحبا   . 
قال  أبو جعفر   : فسأل سائل عن معنى هاتين الكلمتين يريد " مرحبا وأهلا" ما هو ؟ 
فكان جوابنا له في ذلك : أن الرحب من الأماكن هو الواسع منها ، ومنه قول الله تعالى حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت   . 
وأما الأهل ، فالمراد به : إذا نزلت منزلة الرجل في أهله الذي يكون  [ ص: 201 ] في نزوله عندهم راحته . 
ومن ذلك ما قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما خاطب به عليا لما جاءه خاطبا لفاطمة  إليه . 
 5947  - كما حدثنا علي بن شيبة  ، حدثنا  أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي  ، حدثنا عبد الرحمن بن حميد  ، أخبرنا عبد الكريم بن سليط  قال أبو غسان   : سألت عنه فقالوا : بصري من أهل خراسان  ، عن  ابن بريدة  ، عن  أبيه  قال : قال نفر من الأنصار  لعلي   - رضي الله عنه - : عندك فاطمة  ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلم عليه ، فقال : ما حاجة ابن أبي طالب  ؟ قال : يا رسول الله ، فاطمة  بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : مرحبا وأهلا ، لم يزده عليها . فخرج علي  على أولئك الرهط من الأنصار  وهم ينتظرونه ، فقالوا : ما وراءك ؟ قال : ما أدري ، ولكنه قال لي : مرحبا وأهلا . قالوا : يكفيك من رسول الله صلى الله عليه وسلم إحداهما ؛ أعطاك الأهل ، وأعطاك المرحب ، فلما كان بعد ذلك بعدما زوجه قال : يا علي  ، إنه لا بد للعرس من الوليمة ، فقال سعد   : عندي كبش ، وجمع له رهط من الأنصار  آصعا من ذرة ، فلما كان ليلة البناء ، قال : لا تحدث شيئا حتى تلقاني ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء ، فتوضأ منه ، ثم إنه أفرغه على علي ، فقال : اللهم بارك فيهما ، وبارك عليهما ، وبارك في نسلهما   . 
 [ ص: 202 ] قال أبو غسان   : النسل من النساء . 
وما في هذا الحديث مما خاطب به رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا  بقوله له : مرحبا وأهلا ، وما حملته الأنصار  عليه مما قاله لعلي  دليل على ما قلنا مما تأولنا هاتين الكلمتين عليه ، وبالله التوفيق . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					