الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 280 ] 325 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمره زيد بن ثابت أن يتعلم السريانية وقوله له مع ذلك : إني لا آمن يهود على كتبي

2038 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي ( ح ) .

حدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا علي بن معبد قالا : حدثنا جرير بن عبد الحميد ، عن الأعمش ، عن ثابت بن عبيد ، قال : قال زيد بن ثابت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أتحسن السريانية ؟ إنه ليأتيني كتب ، قال قلت لا ، قال فتعلمها ، قال فتعلمتها في سبعة عشر يوما .

[ ص: 281 ]

2039 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا خلف بن هشام البزار ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد ، عن أبيه ، عن خارجة بن زيد ، عن أبيه ، قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتعلم له كتاب يهود فما مر بي نصف شهر حتى تعلمت ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إني ما آمن يهود على كتابي فلما تعلمت له كنت أكتب إلى يهود إذا كتب إليهم وإذا كتبوا إليه قرأت له كتابهم .

قال أبو جعفر : فتأملنا هذا الحديث فوجدنا ما كان يرد على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتب يهود بالسريانية إنما كان يقرؤه له اليهود الذين كانوا يحضرونه وهم غير مأمونين على كتمانه بعض ما فيه ، وغير مأمونين على تحريف ما فيه إلى ما يريدون وكان ما ينفذ من كتبه إلى اليهود جوابا لكتبهم إليه بالعربية ، فتحتاج اليهود الواردة عليهم إلى من يحسن العربية ليقرأه عليهم إذ كانوا لا يحسنون العربية فلعله أن يحرف ما في كتبه إليهم إلى ما يريد لا سيما إن كان من عبدة الأوثان الذين [ ص: 282 ] في قلوبهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لا خفاء به وفي قلوبهم على أهل الكتاب ما فيها فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا أن يتعلم له السريانية ليقرأ كتبهم إذا وردت عليه قراءة فيأمن بها كتمان ما فيها ويأمن بها تحريف ما فيها ويكون كتابه صلى الله عليه وسلم إذا ورد على اليهود ورد عليهم كتاب يقرؤه عامتهم يأمن فيه من كتمان بعض ما فيه ومن تحريف ما فيه إلى غير ما كتب به ، فهذا وجه هذا الحديث عندنا والله عز وجل نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية