الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 375 ] 341 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذي الواحد من أبويه هل بره بلزومه إياه أفضل من الجهاد أو الجهاد أفضل منه

2131 - حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا عتاب بن زياد المروزي ، قال : حدثنا أبو حمزة ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أبايعك على الهجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألك أب أو أم ؟ قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد .

2132 - حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا الحجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن أبيه طلحة ، عن معاوية بن جاهمة السلمي .

وحدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، عن محمد بن طلحة ، عن أبيه ، عن معاوية بن جاهمة [ ص: 376 ] ثم اجتمعا فقالا : إن جاهمة جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أردت أن أغزو ، وقد جئتك أستشيرك ، فقال : هل لك من أم ؟ قال : نعم ، قال : فالزمها ، فإن الجنة عند رجلها ، ثم الثانية ثم الثالثة في مقاعد شتى مثل هذا القول .

[ ص: 377 ]

2133 - وحدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا أبو عاصم وحجاج بن محمد ، عن ابن جريج ، عن محمد بن طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن معاوية بن جاهمة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله .

قال أبو جعفر : ففيما روينا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل بلزوم أحد والديه لبره إياه ، وأنه أفضل له من الجهاد ، وفي ذلك ما قد دل أن أحدهما في ذلك كهما فيه ، [ ص: 378 ] وقد ذكرنا فيما تقدم منا في كتابنا هذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى فيهما ، وفيما رويناه في هذا الباب من حديث معاوية بن جاهمة ما قد دل أنه في الأم كهو فيهما وفي الحديث الآخر ما قد دل أنه في كل واحد منهما كهو فيهما جميعا ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لسائله فيه : ألك أب أو أم ؟ قال : نعم ، قال : ففيهما فجاهد ، فدل ذلك أن كل واحد منهما يقوم في ذلك مقامهما جميعا فيه ، والله عز وجل نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية