الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - واستدل : لو لم يكن حجة - لكانت دلالته موقوفة على دلالته على الآخر .

            واللازم باطل ، لأنه إن عكس فدور ، وإلا فتحكم [ ص: 146 ] وأجيب بأن الدور ( إنما يلزم بتوقف التقدم ، وأما بتوقف المعية فلا ) .

            التالي السابق


            ش - استدل على المذهب المختار بأنه لو لم يكن العام بعد التخصيص حجة في الباقي لكانت دلالته على الباقي موقوفا على دلالته على البعض الآخر .

            والتالي باطل .

            أما الملازمة فلأنه لو لم تتوقف دلالته على الباقي على دلالته على البعض المخرج لكانت دلالته على الباقي متحققة بعد إخراج البعض . فيكون حجة في الباقي ، لأنا لا نعني بكونه حجة في الباقي إلا دلالته عليه .

            وأما انتفاء التالي ; فلأنه لو كانت دلالته على الباقي موقوفة على دلالته على البعض الآخر فلا يخلو من أن تكون دلالته على البعض الآخر موقوفة على دلالته على الباقي أم لا .

            فإن كان الثاني يلزم التحكم ; لأن دلالة العام على جميع أفراده متساوية .

            وإن كان الأول يلزم الدور .

            أجاب بأنا لا نسلم أن دلالته على البعض الآخر لو كانت موقوفة على دلالته على الباقي يلزم الدور .

            [ ص: 147 ] وإنما يلزم ذلك أن لو كان توقف كل منهما على الآخر توقف التقدم .

            أما إذا كان توقف المعية فلا ، فإن التوقف على معنيين : أحدهما - توقف التقدم كتوقف المعلول على العلة ، وهو يوجب الدور .

            والثاني - توقف المعية ، كتوقف كل واحد من معلولي علة واحدة على الآخر على معنى أنه لا ينفك كل منهما عن الآخر ، وهو لا يوجب الدور .




            الخدمات العلمية