الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - ( مسألة ) الجمهور : الفعل يكون بيانا .

            لنا : أنه - عليه السلام - بين الصلاة والحج بالفعل .

            وقوله : " خذوا عني " و " صلوا كما " يدل عليه .

            وأيضا : فإن المشاهدة أدل ؛ إذ ليس الخبر كالمعاينة .

            [ ص: 386 ] قالوا : يطول فيتأخر البيان .

            قلنا : وقد يطول بالقول .

            ولو سلم فما تأخر للشروع فيه .

            ولو سلم فلسلوك أقوى البيانين .

            ولو سلم فما تأخر عن ( وقت ) الحاجة .

            التالي السابق


            ش - ذهب جمهور الأصوليين إلى أنه يجوز البيان بالفعل خلافا لشذوذ .

            لنا : أن البيان بالفعل واقع ، والوقوع دليل الجواز .

            وإنما قلنا : إن البيان بالفعل واقع ، لأن كل واحد من الصلاة والحج مجمل ، وبين الرسول - عليه السلام - بالفعل .

            فإن قيل : البيان بالقول ، وهو قوله : " خذوا عني مناسككم " ، و " صلوا كما رأيتموني أصلي " .

            أجيب بأن قوله " خذوا " وقوله " صلوا " يدل على أن الفعل بيان ، لا أنه بيان ; لأنه لم يشتمل على تعريف شيء من أفعال الصلاة والحج .

            وأيضا مشاهدة فعل الصلاة والحج أدل على معرفة تفاصيلها [ ص: 387 ] من الإخبار ; إذ ليس الخبر كالمعاينة .

            وإذ جاز البيان بالقول فبيانه بالفعل الذي هو أدل أولى ، القائلون بعدم جواز البيان بالفعل ( قالوا ) قد يطول زمانه ، فيلزم تأخير البيان ، وهو غير جائز .

            أجاب بأن طول الزمان لا يمنع البيان ; لأن البيان بالقول قد يطول أيضا مع أنه لا يمنع البيان .

            ولو سلم أن البيان بالقول لا يطول ، لكن لا نسلم تأخر البيان ، فإنه ما تأخر البيان لحصول الشروع فيه عقيب ورود الإجمال .

            ولو سلم تأخير البيان لكن التأخر لسلوك أقوى البيانين ( الذي هو الفعل ، وهو غير ممتنع .

            ولو سلم أن الفعل لا يكون أقوى البيانين ) لكن لا نسلم أن تأخير البيان مطلقا غير جائز ، بل تأخير البيان عن وقت الحاجة غير جائز . وفي هذه الصورة ما تأخر عن وقت الحاجة .

            [ ص: 388 ]



            الخدمات العلمية