الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - واستدل بقوله تعالى : ( إن تستغفر لهم سبعين مرة ) فقال - عليه الصلاة والسلام - : لأزيدن على السبعين ؛ ففهم أن ما زاد بخلافه ، والحديث صحيح .

            وأجيب بمنع فهم ذلك ; لأنها مبالغة ؛ فتساويا .

            أو لعله باق على أصله في الجواز فلم يفهم منه .

            التالي السابق


            ش - واستدل أيضا على أن تخصيص الوصف بالذكر يدل على نفي الحكم عما عداه بأنه لما نزل في حق أقارب الرسول قوله تعالى : ( إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ) قال الرسول - عليه السلام - : " والله لأزيدن على السبعين ) " . ففهم [ ص: 463 ] الرسول - عليه السلام - أن ما زاد على سبعين بخلافه .

            فلو لم يكن تخصيص الوصف بالذكر دالا على نفي الحكم عما عداه - لما فهم الرسول - عليه السلام - ذلك .

            ولا يمكن منع هذا الدليل من جهة عدم صحته كما منعه بعض ; لأن الحديث صحيح .

            أجاب بأنا لا نسلم أن الرسول - عليه السلام - فهم أن ما زاد على السبعين بخلافه ، وذلك لأن هذه الآية مبالغة في أن الاستغفار وإن كان كثيرا لا يفيد الغفران ؛ فتساويا ؛ أي سبعين وما فوقه في عدم الغفران بهما .

            وإنما قال الرسول - عليه السلام - : " والله لأزيدن على السبعين " . استمالة لقلوب الأحياء منهم ، لا لفهمه أن ما زاد على السبعين بخلافه .

            أو لعل وقوع المغفرة بالزيادة على سبعين باق على أصله في الجواز ؛ لأن جواز وقوع المغفرة بالزيادة على سبعين قبل نزول الآية ثابت ، فلم يفهم الرسول - عليه السلام - جواز وقوع المغفرة على السبعين من تخصيص السبعين بالذكر .




            الخدمات العلمية