الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            [ ص: 464 ] ص - واستدل بقول يعلى بن أمية لعمر : ما بالنا نقصر وقد أمنا ، وقد قال الله تعالى : ( فليس عليكم جناح ) فقال : تعجبت مما تعجبت منه ، فسألته - عليه السلام - فقال : " إنما هي صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته " . ففهما نفي القصر حال عدم الخوف وأقر عليه السلام عمر .

            وأجيب : لجواز أنهما استصحبا وجوب الإتمام ، فلا يتعين .

            التالي السابق


            ش - واستدل أيضا على أن تخصيص الوصف بالذكر يدل على نفي الحكم عما عداه بقول يعلى بن أمية لعمر - رضي الله عنهما - : ما بالنا نقصر وقد أمنا ، وقد قال تعالى : فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا إن الكافرين كانوا لكم عدوا مبينا . فقال عمر - رضي الله عنه - : تعجبت مما تعجبت منه فسألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال - عليه السلام - : " إنما هي صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته " .

            [ ص: 465 ] ففهم عمر ويعلى بن أمية - رضي الله عنهما - من تخصيص القصر بحال الخوف نفي القصر حال عدم الخوف ، وأقرهما الرسول - عليه السلام على ذلك الفهم ، ولو لم يدل تخصيص الوصف بالذكر على نفي الحكم عما عداه - لما فهما ، ولما أقرهما الرسول - عليه السلام - على ذلك الفهم .

            أجاب بأنه يجوز أن يكون تعجبهما من جواز القصر حال الأمن لأجل استصحابهما وجوب الإتمام حالة الأمن ، فلا يتعين أن يكون فهم وجوب الإتمام حال الأمن من تخصيص القصر بحال الخوف .




            الخدمات العلمية