الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - عبد الجبار : تأخير بيان المجمل يخل بفعل العبادة في وقتها للجهل بصفتها ، بخلاف النسخ .

            وأجيب بأن وقتها وقت بيانها .

            قالوا : لو جاز تأخير بيان المجمل لجاز الخطاب بالمهمل ، ثم يبين مراده .

            وأجيب بأنه يفيد أنه مخاطب بأحد مدلولاته ، فيطيع ويعصي بالعزم . بخلاف الآخر .

            وقال : تأخير بيان التخصيص يوجب الشك في كل شخص ، بخلاف النسخ .

            وأجيب بأن ذلك على البدل ، وفي النسخ يوجب الشك في الجميع ، فكان أجدر .

            [ ص: 406 ]

            التالي السابق


            [ ص: 406 ] ش - احتج عبد الجبار على امتناع تأخير بيان المجمل بخلاف النسخ بأن تأخير بيان المجمل يخل بفعل العبادة في وقتها ؛ لأن المكلف لم يتمكن من الإتيان بها للجهل بصفتها ، لأن صفتها إنما تعلم بالبيان ، بخلاف تأخير بيان النسخ فإنه لا يخل بفعل العبادة في وقتها لأن صفتها مبينة .

            أجاب بأن وقت العبادة هو وقت بيانها ، لا وقت الأمر بها ، وصفة العبادة معلومة وقت البيان ، فلا يلزم الإخلال بفعل العبادة في وقتها .

            واعلم أن مذهب عبد الجبار غير مذكور في صدر المسألة ، لكن مذهبه مذهب الجبائي ، فذكره ها هنا ليعرف توافق مذهبهما .

            القائلون بامتناع تأخير بيان المجمل قالوا : لو جاز تأخير بيان المجمل لجاز الخطاب بالمهمل ، ثم يبين المخاطب مراده من المهمل .

            والتالي : باطل بالاتفاق .

            بيان الملازمة : أن المجمل لا يفهم منه شيء كالمهمل ، فجواز الخطاب به يوجب جواز الخطاب بالمهمل .

            أجاب بالفرق ؛ فإن المجمل يفيد أنه مخاطب بأحد مدلولاته ، وإن لم يفد ما هو المراد على التعيين ، فحينئذ يطيع المكلف بالعزم على الفعل ويعصي بالعزم على الترك ، بخلاف المهمل فإنه لا يفيد شيئا أصلا .

            [ ص: 407 ] وقال عبد الجبار أيضا في الفرق بين امتناع تأخير بيان التخصيص وجواز تأخير بيان النسخ : إن تأخير بيان التخصيص يوجب الشك في كل شخص من الأشخاص المندرجة تحت العام أنه هل مراد من العام أم لا ؟ .

            بخلاف تأخير بيان النسخ فإنه لا يوجب الشك لإمكان العمل بالمنسوخ قبل ورود البيان .

            أجاب بأن جواز تأخير بيان التخصيص يوجب الشك في كل واحد من الأشخاص على البدل لا على الجمع ، لأن التخصيص : إخراج البعض .

            وجواز تأخير البيان في النسخ يوجب الشك في جميع الأشخاص . فكان جواز تأخير التخصيص أجدر وأولى .




            الخدمات العلمية