الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - واستدل بأن فائدته أكثر ، فكان أولى تكثير الفائدة .

            وإنما يلزم من جعل تكثير الفائدة يدل على الوضع .

            وما قيل من : أنه دور ; لأن دلالته تتوقف على تكثير الفائدة ، وبالعكس - يلزمهم في كل موضع .

            وجوابه أن دلالته تتوقف على تعقل تكثير الفائدة عندها ، لا على حصول الفائدة .

            التالي السابق


            ش - واستدل أيضا على أن تخصيص الوصف بالذكر يدل على نفي الحكم عما عداه بأن فائدة القول به أكثر من القول بنفيه ; لأنه [ ص: 466 ] على تقدير القول [ به ] يكون اللفظ دالا على الحكم في المنطوق وعلى عدمه في المسكوت عنه .

            بخلاف القول بنفيه ، فإنه يدل اللفظ حينئذ على الحكم في المنطوق ، ولا يدل على عدمه في المسكوت عنه .

            وما هو أكثر فائدة - كان أولى تكثيرا للفائدة .

            قال المصنف : هذا الدليل إنما يقوم حجة على من يجعل تكثير الفائدة دالا على الوضع ، أي طريقا مثبتا لوضع اللفظ للمعنى ، ولا يقوم حجة على من لم يجعل تكثير الفائدة دالا على الوضع .

            قيل : هذا الدليل لا يستقيم ; لأن فيه دورا ; لأن دلالة اللفظ على المفهوم تتوقف على تكثير الفائدة ، لأن دلالته تتوقف على الوضع والوضع يتوقف على تكثير الفائدة لكون الوضع معللا بتكثير الفائدة ، وبالعكس ، أي تكثير الفائدة يتوقف على دلالة اللفظ على المفهوم ; لأن تكثير الفائدة إنما يحصل بدلالة اللفظ على المفهوم ؛ فيكون دورا .

            أجاب عنه بنقضين : إجمالي وتفصيلي .

            أما الإجمالي فبأن يقال : لو صح هذا الدليل لزمهم الدور في كل موضع ، بأن يقال : دلالة اللفظ تتوقف على الوضع ، والوضع يتوقف على الفائدة ; لأن اللفظ إنما وضع للفائدة ، فدلالة اللفظ تتوقف على الفائدة ، والفائدة تتوقف على الدلالة ; لأنه لو لم يكن [ ص: 467 ] اللفظ دالا لم تتحقق الفائدة . فيكون دورا .

            وأما التفصيلي فبأن يقال : دلالة اللفظ على المفهوم تتوقف على تعقل تكثير الفائدة ، لا على حصول تكثير الفائدة ، وتعقل تكثير الفائدة لا يتوقف على الدلالة . بل حصول تكثير الفائدة يتوقف على الدلالة فلا يلزم الدور .




            الخدمات العلمية