الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - قالوا : قال عليه السلام : " والله لأغزون قريشا " ثم سكت وقال بعده : إن شاء الله .

            قلنا : يحمل على ( السكوت العارض لما تقدم .

            قالوا : سأله اليهود عن لبث أهل الكهف . فقال - عليه السلام - غدا أجيبكم . فتأخر الوحي بضعة عشر يوما . ثم نزل : ( ولا تقولن لشيء ) . فقال - عليه الصلاة والسلام - : " إن شاء الله " .

            قلنا : يحمل على ) أفعل إن شاء الله .

            وقول ابن عباس - رضي الله عنهما - متأول بما تقدم ، أو بمعنى المأمور به .

            التالي السابق


            ش - القائلون بجواز الاستثناء المنفصل احتجوا بثلاثة وجوه :

            [ ص: 270 ] الأول - أنه قال عليه السلام : " والله لأغزون قريشا " ثم سكت ، وقال بعد زمان : " إن شاء الله " .

            أجاب بأن السكوت يحتمل أن يكون لعارض لا يخل بالاتصال ، كما ذكر .

            ويحتمل أن يكون لغيره فيحمل على الأول جمعا بين الدليلين .

            الثاني - أن اليهود سألوه عن لبث أهل الكهف فقال عليه السلام : " غدا أجيبكم " ولم يقل : إن شاء الله ، فانقطع عنه الوحي بضعة عشر يوما ، ثم نزل قوله تعالى : ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله فقال عليه السلام ; " إن شاء الله " إلحاقا بخبره الأول ، وهو قوله : " غدا أجيب " .

            أجاب ( بأنه يحتمل أن يكون إلحاقا بخبره الأول ويحتمل أن يكون متعلقا بمحذوف ، أي أفعل إن شاء الله .

            [ ص: 271 ] فيحمل على الثاني جمعا بين الدليلين .

            الثالث - أنه لو لم يصح الاستثناء المنفصل لما قال ابن عباس بصحته ، لأنه من فصحاء العرب ، وترجمان القرآن .

            أجاب بأن قول ابن عباس إما متأول لما تقدم ، وهو جواز الانفصال بالنية ، أو بمعنى المأمور به ، يعني أنه يجوز الانفصال في الاستثناء المأمور به ، وهو الاستثناء بمشية الله تعالى .




            الخدمات العلمية