الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - ومنها : قولهم في ( فإطعام ستين مسكينا ) أي إطعام ( طعام ) ستين مسكينا ، لأن المقصود من دفع الحاجة حاجة ستين كحاجة واحد في ستين يوما ، فجعل المعدوم مذكورا والمذكور عدما ، مع إمكان قصده لفضل الجماعة وبركتهم وتظافر قلوبهم على الدعاء للمحسن .

            التالي السابق


            ش - ذهبت الحنفية إلى أنه لا فرق بين إطعام ستين مسكينا وبين إطعام واحد في ستين يوما ; لأن المقصود دفع حاجة المسكين ، ودفع حاجة ستين مسكينا يوما كدفع حاجة مسكين واحد في ستين يوما .

            [ ص: 423 ] فأولوا قوله تعالى : فإطعام ستين مسكينا بإطعام طعام ستين مسكينا .

            وهذا التأويل أيضا بعيد ; لأنهم جعلوا المعدوم الذي هو " طعام " مذكورا ليكون مفعولا لـ " إطعام " وجعلوا المذكور الذي هو قوله : " ستين مسكينا " عدما ; لأنهم لن يجعلوه مفعولا مع إمكان قصد الرسول - عليه السلام - العدد لفضل الجماعة وبركتهم وتظافر قلوبهم على الدعاء للمحسن . وهذا لا يحصل للواحد .




            الخدمات العلمية