الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
            صفحة جزء
            ص - مسألة : جمع المذكر السالم كـ " المسلمين " ونحو " فعلوا " مما يغلب فيه المذكر ، لا يدخل النساء فيه ظاهرا .

            خلافا للحنابلة .

            لنا : " إن المسلمين والمسلمات " .

            ولو كان داخلا لما حسن .

            فإن قدر مجيئه للنصوصية ففائدة التأسيس أولى .

            وأيضا : قالت أم سلمة - رضي الله عنها - : يا رسول الله إن النساء قلن : ما نرى الله ذكر إلا الرجال ، فأنزل الله : ( إن المسلمين والمسلمات ) .

            ولو كن داخلات لم يصح تقريره النفي .

            وأيضا : فإجماع العربية على أنه جمع المذكر .

            التالي السابق


            ش - الجمع الذي لم يغلب فيه المذكر على المؤنث ، مثل الناس ، لا نزاع في أنه يتناول النساء ( أيضا ، [ ص: 213 ] والجمع الذي خص بالمذكر ، لا نزاع أيضا في أنه لا يتناول النساء ) كـ ( الرجال ) .

            وأما الجمع الذي يغلب فيه المذكر ، سواء كان مظهرا كـ ( المسلمين ) أو مضمرا كالواو في ( فعلوا ) فقد اختلفوا فيه ; فقالت الحنابلة : إنه يتناول النساء ، وقال الباقون بخلافه .

            وهو المختار عند المصنف .

            واحتج عليه بثلاثة وجوه :

            الأول - قوله تعالى : ( إن المسلمين والمسلمات ) .

            فلو كان المسلمون متناولا للنساء ، لما حسن عطف قوله : والمسلمات عليه لعدم فائدته .

            فإن قيل : مجيء العطف للنصوصية ، فإن دلالة المسلمين على الإناث لا على سبيل النص ، فعطف عليه ليكون النساء [ ص: 214 ] مذكورات بلفظ يخصهن على سبيل النص .

            أجيب بأنا لو ذهبنا إلى أن النساء غير داخلة في جمع المذكر - كانت فائدة تخصيصهن : التأسيس .

            ولو ذهبنا إلى دخولهن فيه - كانت فائدة تخصيصهن : التأكيد .

            والتأسيس أولى من التأكيد .

            الثاني - ما روي عن أم سلمة - رضي الله عنها - أنها قالت : يا رسول الله إن النساء قلن : ما نرى الله ذكر إلا الرجال ، فأنزل الله : " إن المسلمين والمسلمات " .

            ولو كانت النساء داخلات في جمع المذكر لما صح سؤالها .

            ولم يقرر الرسول - عليه السلام - نفي ذكر النساء .

            الثالث - أن أهل العربية أجمعوا على أن مثل المسلمين ومثل الواو في ضربوا ، جمع المذكر . فلم يكن متناولا للنساء ; لأن إجماع أهل العربية حجة في بحث الألفاظ .




            الخدمات العلمية