الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1299 - ثنا حميد قال أبو عبيد : يذهب عمر - فيما نرى - إلى أن ما أخرج البحر بمنزلة ما أخرج البر من المعادن ، وكان رأيه في المعادن الزكاة ، وقد ذكرنا ذلك عنه ، فشبهه به ، وليس الناس في المسك على هذا ، ولا نعلم أحدا يعمل به ، وإنما اختلف الناس في العنبر واللؤلؤ ، فالأكثر من العلماء على أن لا شيء فيهما ، كما روي عن ابن عباس وجابر ، وهو رأي سفيان ومالك جميعا ، ومع هذا إنه قد كان ما يخرج من البحر على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فلم تأتنا عنه فيه سنة علمناها ، ولا عن أحد من الخلفاء بعده من وجه يصح ، فنراه مما عفي عنه ، كما عفي عن صدقة الخيل والرقيق ، وأنما يوجب الخمس فيما يخرج من البحر ، من أوجبه تشبيها بما يخرج البر من المعادن ، فرأوهما بمنزلة واحدة ، وذهب من لا يرى ذلك ، إلى أنهما مفترقان ، يقولون : فرقت بينهما سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، إذ جعل في الركاز الخمس ، وسكت عن البحر ، فلم يقل فيه شيئا .

التالي السابق


الخدمات العلمية