الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
771 - حدثنا حميد قال أبو عبيد : فإذا كان ترك الهجرة يقطع الولاية ممن هاجر ، ويحرم الوارث ميراثه ، فهم من المشاركة في الفيء أبعد ، فكان ذلك حتى نسخه الله بقوله - تعالى - ( وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض ) فلما رجعت المواريث إلى مواضعها ، علم أن ذلك لم يكن إلا بالولاية التي صارت بينهم ، فعاد المسلمون كلهم إخوة أولياء كما قال الله : ( إنما المؤمنون إخوة ) ، وكما قال : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) ، فاستوت أحكامهم ووجب لهم جميعا ما وجب للمسلمين ، وعليهم من الأسوة والفيء وغيره ، إلا أن لأهل الحاضرة وذوي الغناء عن الإسلام ، الفضل بقدر غنائهم وجزئهم عن الإسلام ، وسيأتي ذلك في مواضعه إن شاء الله ، ومما يبين ذلك أنه قد لحق آخر المسلمين بأولهم ، وأن الهجرة قد نسخت ، قول النبي صلى الله عليه وسلم بعد فتح مكة " لا هجرة بعد الفتح " [ ص: 486 ] وفي ذلك آثار كثيرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية