الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1020 - أنا حميد ثنا النفيلي ، أنا الحارث بن مرة بن مجاعة الحنفي [ ص: 620 ] ، حدثني هشام بن إسماعيل ، والمأثور بن سراج ، والأفواف بنت الأغر ، وأم عبد الله بنت الأغر ، قالوا : أتى مجاعة اليمامة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال قائلهم :

ومجاع اليمامة قد أتانا يخبرنا بما قال الرسول     فأعطينا المقادة واستقمنا
وكان المرء يسمع ما يقول

فأقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم وكتب له بذلك كتابا : " بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب كتبه محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لمجاعة بن مرارة بن سلمى أني أقطعتك الغورة وعوانة من العرمة والحبل فمن حاجك فإلي " ثم وفد بعد قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي بكر فأقطعه أبو بكر الخضرمة ثم قدم على عمر فأقطعه الربى بحجر ، ثم قدم على عثمان فأقطعه قطيعة لا أحفظ اسمها ، ثم قدم هلال بن سراج بن مجاعة على عمر بن عبد العزيز بعدما استخلف بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقبله ووضعه على عينيه ، ومسح به وجهه ، رجاء أن يصيب وجهه موضع يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : فسمر عنده هلال ذات ليلة ، فقال له عمر : يا هلال ، هل بقي من كهول بني مجاعة أحد ؟ [ ص: 621 ] قال : نعم ، وشكير كثير ، فضحك عمر وقال : كلمة عربية ، فقال له جلساؤه : يا أمير المؤمنين ، وما الشكير ؟ قال : الم تروا إلى الحرث إذا زكى فخرج الفراخ في أصله فذلك الشكير .


التالي السابق


الخدمات العلمية