الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1428 - أنا حميد قال : قال أبو عبيد : ولكل واحد من هؤلاء مقال ، إلا أن أشبهها بتأويل كتاب النبي صلى الله عليه وسلم في الصدقة عندي ، قول مالك ، وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين فرض فرائض الصدقة ، وذكر أسنانها ، قد علم أن الماشية قد تكون جلة وصغارا ، فلم يأتنا عنه ولا عن أحد من الأئمة بعده أنهم خصوا منها كبيرا دون صغير ، ولكن السنة جاءت بالعموم بجملتها ، فقال : " في كل خمس من الإبل أو الذود شاة " ، ثم كذلك حتى أتى على آخرها ، فإذا جاءت السنة عامة ، لم يكن لأحد أن يستثني منها سنا دون غيره ، إلا ما خصته السنة في الذي جاء عنه صلى الله عليه وسلم في العرايا ، حين استثناها من المزابنة فأرخص فيها ، وكما خص الحائض بالنفر في [ ص: 822 ] حجها قبل توديع البيت دون الناس ، والجذع من الضأن يضحى به خاصة من بين الأزواج الثمانية ، وأشباه لهذا في السنة كثير ، فإنما نخص ما خصت ، ونعم ما عمت ، مع أن الإبل في كلام العرب اسم شامل ، يشمل صغارها وكبارها ، كما أن الناس اسم لبني آدم ، يشمل أطفالهم ورجالهم ، وقد ذكر الله - تعالى - الأنعام في كتابه ، فسوى بين صغارها وكبارها ، وسماها جميعا نعما ، فقال : ( ومن الأنعام حمولة وفرشا ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية