الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1172 - حدثنا حميد ثنا ابن أبي أويس ، حدثني مالك ، عن يحيى بن سعيد ، عن عمر بن كثير بن أفلح ، عن أبي محمد مولى ابن قتادة ، عن أبي قتادة ، أنه قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حنين ، فلما التقينا [ ص: 694 ] كانت للمسلمين جولة قال : فرأيت رجلا من المشركين قد علا رجلا من المسلمين قال : فاستدرت له حتى أتيته من ورائه فضربته بالسيف على حبل عاتقه ، ضربة قطعت الدرع قال : وأقبل علي فضمني ضمة وجدت منها ريح الموت ثم أدركه الموت فأرسلني فلحقت عمر بن الخطاب فقلت : ما بال الناس ؟ فقال : أمر الله ثم إن الناس رجعوا ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قتل قتيلا وعليه بينة فله سلبه " قال : فقمت فقلت : من يشهد لي ؟ ثم جلست ثم قال : " من قتل قتيلا ، عليه بينة " فله سلبه قال : فقمت فقلت : من يشهد لي ؟ ثم جلست ، ثم قال : قال ذلك الثالثة ، فقمت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما لك يا أبا قتادة ؟ فاقتصصت عليه القصة فقال رجل من القوم : صدق يا رسول الله ، وسلب ذلك القتيل عندي ، فأرضه منه قال أبو بكر الصديق - رضي الله عنه : لاها الله إذا تعمد إلى أسد من أسد الله ، يقاتل عن الله وعن رسوله فيعطيك سلبه ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق ، فأسلمه إليه . قال أبو قتادة : فأعطانيه ، فبعت الدرع فابتعت به مخرفا في بني سلمة فإنه لأول مال تأثلته في الإسلام " [ ص: 695 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية