الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب : فصل ما بين الغنيمة والفيء من أيهما تكون أعطيات المقاتلة وأرزاق الذرية .

956 - حدثنا حميد قال قال أبو عبيد : أنا محمد بن عبد الله الأنصاري ، عن النهاس بن قهم ، قال : حدثني القاسم بن عوف ، عن أبيه ، عن السائب بن الأقرع أو عن عمرو بن السائب ، عن أبيه ، شك الأنصاري : زحف للمسلمين زحف ، لم يزحف لهم مثله ، فجاء الخبر إلى عمر ، فجمع المسلمين فحمد الله وأثنى عليه ، ثم أخبرهم به ، وقال : تكلموا ، وأوجزوا ولا تطنبوا فتقشع بنا الأمور ، فلا ندري بأيها نأخذ ، فقام طلحة ، فذكر كلامه ثم قام الزبير فذكر كلامه ، ثم قام عثمان فذكر كلامه في حديث طويل ، ثم قام علي فقال : إن القوم إنما جاؤوا بعبادة الأوثان ، وإن الله أشد تغييرا لما أنكر ، وإني أرى أن تكتب إلى أهل البصرة فيسير ثلثاهم ويبقى ثلثهم في ديارهم وحفظ حريمهم ، وتبعث إلى أهل الكوفة ، فيسير ثلثاهم ويبقى ثلثهم في ديارهم وحفظ حريمهم ، فقال : أشيروا علي من أستعمل منهم ، قالوا : يا أمير المؤمنين أنت أفضلنا رأيا وأعلمنا بأهلك ، فقال : لأستعملن عليهم رجلا يكون لأول أسنة يلقاها ، اذهب بكتابي هذا يا سائب بن الأقرع إلى [ ص: 581 ] النعمان بن مقرن ، فأمره بمثل الذي أشار به علي ، قال : فإن قتل فحذيفة بن اليمان ، فإن قتل حذيفة فجرير بن عبد الله فإن قتل ذلك الجيش فلا أرينك ، وأنت على ما أصابوا من غنيمة ، فلا ترفعن إلي باطلا ، ولا تحبسن حقا عن أحد هو له ، قال السائب : فانطلقت بكتاب عمر إلى النعمان فسار بثلثي أهل الكوفة ، وبعث إلى أهل البصرة ، فسار بهم حتى التقوا بنهاوند ، فذكر وقعة نهاوند بطولها ، قال : فحملوا ، فكان النعمان أول قتيل وأخذ حذيفة الراية ، ففتح الله عليهم ، قال : وجمعت تلك الغنائم ، فقسمتها بينهم ، ثم أتاني ذو العينتين ، فقال : إن كنز النخيرجان في القلعة ، فصعدت ، فإذا بسفطين من جوهر ، لم أر مثلها قط ، قال : فلم أرهما من الغنيمة ، فأقسمهما بينهم ، ولم أحرزهما بجزية ، ثم أقبلت إلى عمر ، وقد راث عليه الخبر ، وهو يتطرف المدينة ويسأل ، فلما رآني قال : ويلك يا ابن مليكة ، ما وراءك ؟ قلت : يا أمير المؤمنين ، الذي تحب ، ثم ذكر وقعتهم ومقتل النعمان وفتح الله عليهم ، وذكر له شأن السفطين ، قال : اذهب بهما فبعهما ، إن جاءا بدرهم أو أقل من ذلك أو أكثر ، اقسمه بينهم ، قال : فأقبلت بها إلى الكوفة ، فأتاني شاب من قريش يقال له عمرو بن حريث ، فاشتراهما بأعطية الذرية والمقاتلة ، ثم انطلق [ ص: 582 ] بأحدهما إلى الحيرة فباعه بما اشتراهما به مني ، فكان أول لهوة مال أتخذه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية