الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
817 - حدثنا حميد قال أبو عبيد : ليس وجه هذا عندنا أن يكونوا لم يروا لهم في الفيء حقا ، ولكنهم أرادوا أن لا فريضة لهم راتبة ، تجري عليهم من المال ، كأهل الحاضرة الذين يجامعون المسلمين على أمورهم ، فيعينوهم على عدوهم بأبدانهم أو بأموالهم ، أو بتكثير سوادهم بأنفسهم ، وهم مع هذا أهل المعرفة بكتاب الله وبسنة رسوله ، والمعونة على إقامة الحدود وحضور الأعياد والجمع وتعليم الخير ، فكل هذه الخلال ، قد خص الله بها أهل الحاضرة دون غيرهم ، فلهذا [ ص: 512 ] نرى أنهم آثروهم بالأعطية الجارية دون من سواهم ولأولئك - مع هذا - حقوق في المال ، لا تدفع إذا نزلت ، وهي ثلاثة أوجه : أحدهما : أن يظهر عليهم عدو من المشركين ، فعلى الإمام والمسلمين نصرتهم والدفع عنهم بالأبدان والأموال وتصيبهم الجوائح من جدوبة على بلادهم ، فيصيرون فيها إلى الحطمة في الأمصار والأرياف ، فلهم في المال المعونة والمواساة أو أن يقع بينهم الفتق في سفك الدماء حتى يتفاقم فيه الأمر ، ثم يقدر على رتق ذلك الفتق وإصلاح ذات البين ، وحمل تلك الدماء بالمال ، فهذا حق واجب لهم ، فهذه الحقوق الثلاثة هي التي تجب لهم في الكتاب والسنة الجائحة ، والفتق ، وغلبة العدو من المشركين ، وعليها كلها شواهد في التنزيل والآثار ، فأما النصر على العدو :

التالي السابق


الخدمات العلمية