الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
916 - حدثنا حميد أنا حجاج بن نصير ، أنا قرة بن خالد ، عن سهيل [ ص: 557 ] بن علي النميري ، عن عبد الله بن عمير قال : انتهيت إلى عمر بن الخطاب وهو يقسم قسما بين المهاجرين والأنصار ، فقعدت إلى جنبه فطعنت بإصبعي في جنبه فقال : ها ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إني يتيم ، فأمر لي ببعض ما تقسم ، قال : فأعرض ، ثم طعنت بإصبعي في جنبه فقال : ها ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إني غلام يتيم فأعطني مما تقسم ، فأعرض عني ، فطعنت بإصبعي في جنبه فقال : ها ، فقلت يا أمير المؤمنين إني غلام يتيم فأعطني مما تقسم ، فقال : يا يرفأ عد له سبعمائة درهم ، قم ، قال : فقمت فأعطاني ستمائة درهم ، فجئت فجلست في مكاني فطعنت بأصبعي في جنبه ، فقال : ها ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، أمرت لي بسبعمائة ، فأعطاني ستمائة ، فقال : يا يرفأ ، أعطيته ما أمرتك ؟ قال : كم ، قال : ستمائة ، قال : فزده مائة ، واكسه بردين ، قال : فزادني مائة وبردين ، فأخذت سبعمائة درهم ، وأخذت البردين فاتزرت بأحدهما وارتديت بالآخر ، وجعلت الدراهم في إزاري ، قال : ثم لففت بردي الخلقين ، أحدهما في الآخر ، ثم رميت بهما في السماء وخرجت أسعى ، فناداني عمر : يا غلام ، يا غلام ، أدركوا ، أدركوا ، خذوا خذوا ، فقلت : ما شأن أمير المؤمنين ، أدركته نفسه فيما أعطاني ، فأدركني رجل فأخذ بيدي ثم أقبل إلى عمر ، فإذا البردان بين يديه ، فقال : هذان البردان لجمعتك ولمخرجك ولسوقك ، وهذان لكتابك ولمبيتك ، خذهما فإنه لا جديد لمن لا خلق له " .

[ ص: 558 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية