الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
895 - حدثنا حميد أنا بكر بن بكار ، أنا عبد الحميد بن جعفر ، أنا يزيد بن أبي حبيب ، عن سفيان بن وهب الخولاني قال : دعا عمر بن الخطاب عطاء بن الجعيد - وكان يقوم على أرزاق الروم - فقال له : " كيف كنتم ترزقون مقاتلتكم ؟ " قال : كنا نرزقهم مديين من قمح ، وقسطين من زيت ، وقسطين من خل ، كل شهر ، قال : " فاذهب ، فاطحن مديين [ ص: 546 ] من قمح ثم اخبزهما فائتني بهما ، ثم ائتني بقسطين من زيت وقسطين من خل " ففعل ، فدعا عمر بثلاث قصاع فقسم الخبز بينهم ، ثم أمر به ففت ، وصب عليه من الماء ما يصلحه ، ثم قسم الزيت والخل بينهم ، ثم أقعد ثلاثين رجلا ، على كل قصعة عشرة عشرة ، فقال للقوم : كيف ؟ فقالوا : لقد وجد منا ، قال : لقد استقام هذا كل يوم ، هل من شيء مع هذا ، فإن الناس لا يصبرون على هذا ، هل من عسل ؟ قال : ثم قال : إن العسل - أظنه قال : - لا يشبع الناس ، أو كلمة نحوها ، ولكن هل لنا في شيء يطبخ من عصير العنب حتى يعود مثل العسل فيؤكل به الخبز ؟ قال : نعم ، قال : ثم أتى منه فقعد ثلاثا وعشرين ، ثم قال : بأصبعه فيه ، فكان جهده أن علقه ، فأمر بشيء منه ، فخيض له ثم شربه ، فقال : ما أرى هذا إلا طيبا ، ما أرى بهذا بأسا ، ثم دعا عمر بالمدي فأخذه بيد ، وأخذ القسط بيد ، ثم قال : " اللهم من نقص المسلمين من هذا فانقصه " .

التالي السابق


الخدمات العلمية